الوشق المصري يهاجم جنودًا إسرائيليين: قصة حيوان مفترس من زمن الفراعنة

ما زالت واقعة تسلل حيوان “الوشق” من الأراضي المصرية إلى إسرائيل ومهاجمته جنودًا إسرائيليين على الحدود تثير جدلًا واسعًا في الأوساط المصرية والإسرائيلية.
ويعتبر هذا الحيوان المفترس واحدًا من الرموز المهمة في الحضارة الفرعونية، حيث كان المصريون القدماء يقدسونه ويصورونه على جدران معابدهم.
ما هو الوشق المصري وأين يعيش؟
بحسب الدكتور عبدالناصر أحمد حسين، رئيس قسم علم الحيوان بجامعة جنوب الوادي، ينتمي الوشق إلى فصيلة القطط البرية، ويُعرف أيضًا باسم “النمر الصغير” نظرًا لطباعه الشرسة. وأضاف أن هذا الحيوان يعد من الثدييات آكلة اللحوم، لكنه قد يتغذى أحيانًا على النباتات.
بيئته وسلوكياته
الوشق حيوان انعزالي بطبيعته، يعيش في الصحارى والغابات، وينتشر في مصر وأجزاء من أفريقيا. وعند تعرضه للخطر، يظهر شراسة كبيرة، سواء كان المعتدي إنسانًا أو حيوانًا آخر. ويعتمد بشكل أساسي على صيد الثدييات والزواحف، خاصة عندما يصل إلى حالة جوع شديد.
رمز للقوة عند الفراعنة
كان المصريون القدماء يعتبرون الوشق رمزًا للقوة والشجاعة، ولذلك نقشوا صوره على جدران المعابد. ويتميز هذا الحيوان بقدرته على السيطرة على منطقة معينة والدفاع عنها ضد أي دخيل، ورغم أنه يعيش منفردًا في العادة، إلا أنه قد يشكل مجموعات في بعض الأحيان.
### تكيفه مع البيئة القاسية
يتميز الوشق المصري بقدرته الفريدة على العيش لفترات طويلة دون الحاجة إلى الماء، حيث يحصل على السوائل التي يحتاجها من فرائسه.
سلسلة من المخاوف البيئية في إسرائيل
لم تكن هذه الحادثة الأولى التي تثير مخاوف الإسرائيليين من تسلل الحيوانات المصرية. ففي عام 2022، حذر علماء إسرائيليون من انتشار البرص المصري، المعروف بـ”أبو بريص”، في منطقة وادي عربة جنوب إسرائيل، مؤكدين أنه يشكل تهديدًا للنظام البيئي هناك.
يبدو أن التفاعل البيئي بين مصر وإسرائيل لا يقتصر فقط على البشر، بل يمتد إلى الحياة البرية التي تستمر في العبور بين حدود البلدين، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول تأثير ذلك على النظام البيئي في كلا الجانبين.