الرئيس السوري يطلب رسميًا من بوتين تسليم بشار الأسد لمحاكمته في سوريا

كشفت مصادر إعلامية أن الرئيس السوري أحمد الشرع قدم طلبًا رسميًا إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، يطالب فيه بتسليم الرئيس السوري السابق بشار الأسد، تمهيدًا لمحاكمته في سوريا.
ويأتي هذا التطور في ظل التغيرات السياسية التي شهدتها البلاد مؤخرًا، مع استمرار جهود الحكومة الجديدة لإعادة ترتيب الأوضاع الداخلية.
ملف الأموال المجمدة في موسكو
لم يكن هذا الطلب هو الأول من نوعه فيما يخص بشار الأسد، حيث سبق أن نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر دبلوماسية أن الرئيس الشرع طالب روسيا بالكشف عن الأموال التي يُعتقد أن الأسد قد أودعها في موسكو.
ومع ذلك، أكدت المصادر أن الوفد الروسي الذي زار دمشق مؤخرًا أبلغ القيادة السورية بأن الأسد لم يودع أي أموال في روسيا، مما أثار تساؤلات حول مكان تلك الأموال وما إذا كانت مخفية في أماكن أخرى.
موقف روسيا من تسليم الأسد
رغم الطلب الرسمي من الرئيس السوري، فإن الموقف الروسي لا يبدو متجاوبًا مع هذه الخطوة حتى الآن. وفقًا لمصدر روسي نقلت عنه “رويترز”، فإن موسكو لن توافق على تسليم الأسد، مشيرًا إلى أن هذا الموضوع لم يكن مطروحًا بشكل رسمي قبل ذلك. ويعكس هذا التصريح ترددًا روسيًا في التعامل مع هذا الملف، خاصة في ظل العلاقات التاريخية التي جمعت روسيا بالنظام السوري السابق.
مباحثات حول احتمالية عودة الأسد إلى سوريا
أثناء زيارة الوفد الروسي إلى دمشق، طُرحت احتمالية عودة الأسد إلى سوريا كجزء من مناقشات أوسع حول العلاقات الثنائية.
وخلال اجتماع دام ثلاث ساعات مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أكد مسؤولون سوريون أن عودة الأسد قد لا تمثل عقبة كبيرة أمام إعادة بناء العلاقات بين دمشق وموسكو.
ومع ذلك، لا تزال تفاصيل هذه المباحثات غير واضحة، ولا يُعرف ما إذا كان الأسد قد أبدى استعداده للعودة طوعًا أو بشروط معينة.
انعكاسات الطلب على المشهد السياسي السوري
يعتبر الطلب الرسمي من الرئيس الشرع خطوة غير مسبوقة في السياسة السورية الحديثة، حيث يشير إلى توجه واضح نحو محاسبة النظام السابق.
ومع ذلك، يبقى السؤال المطروح: هل ستوافق روسيا على تسليم الأسد، أم أن هذا الطلب سيواجه عراقيل سياسية ودبلوماسية؟ وفي كل الأحوال، فإن هذا التطور سيؤثر بشكل كبير على مستقبل العلاقات السورية-الروسية وعلى مسار العدالة في سوريا.