الجيش السوداني يستعيد السيطرة على البنك المركزي والقصر الجمهوري في الخرطوم
تمكنت قوات الجيش السوداني من تحقيق تقدم جديد في غرب مدينة الخرطوم، حيث استعادت السيطرة على مقر البنك المركزي إلى جانب عدد من الأبراج والبنايات التابعة لشركات ومصارف في منطقة المقرن.
ويأتي هذا التقدم بعد معارك عنيفة شهدتها العاصمة، حيث يسعى الجيش إلى استعادة السيطرة الكاملة على المدينة بعد أشهر من القتال ضد قوات الدعم السريع.
ضربات موجعة لقوات الدعم السريع في العاصمة
وفي سياق متصل، أعلن الجيش السوداني أنه تمكن من القضاء على المئات من عناصر الدعم السريع وسط الخرطوم، مما يشير إلى تصاعد حدة العمليات العسكرية واستمرار الضغط على قوات الدعم السريع التي كانت قد سيطرت على مواقع مهمة منذ بداية النزاع في أبريل 2023.
دعوات للوحدة بعد انتهاء الحرب
في خطوة تعكس توجهًا نحو المصالحة الوطنية، دعا الفريق محجوب بشرى، قائد منطقة البحر الأحمر العسكرية، الشعب السوداني إلى نبذ التفرقة والتفرغ لإعادة بناء الدولة بعد انتهاء الحرب.
وأكد خلال كلمة ألقاها أمام حشد من مؤيدي الجيش في مدينة بورتسودان أن العاصمة الخرطوم ستكون قريبًا خالية من المتمردين، مشيدًا بجهود القوات المسلحة في تحقيق هذا التقدم العسكري.
البرهان يرفض التفاوض ويؤكد استمرار المعركة
من جانبه، شدد عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، على أن الجيش يواصل معركته بخطى ثابتة لاستعادة السيطرة الكاملة على البلاد. وأكد خلال تصريحاته من ولاية الجزيرة أن لا تفاوض مع قوات الدعم السريع، متهمًا إياها برفض إلقاء السلاح والاستمرار في زعزعة الأمن والاستقرار.
السيطرة على القصر الجمهوري: خطوة مفصلية
شهدت الأيام الأخيرة حدثًا فارقًا في مسار المعارك، حيث تمكن الجيش السوداني من استعادة السيطرة على القصر الجمهوري بعد معارك طاحنة استمرت لأيام.
وأوضح البرهان أن هذا التقدم يؤكد التحام الجيش مع الشعب في مواجهة الميليشيات المسلحة، متعهدًا بإنهاء ما وصفه بـ”التمرد” في أسرع وقت ممكن.
يعد القصر الجمهوري أحد أهم رموز السلطة في السودان، وكان خاضعًا لسيطرة قوات الدعم السريع منذ بداية الحرب في أبريل 2023.
وبعد معارك شرسة، أعلن الجيش الجمعة الماضية عن تدمير قوات الدعم السريع داخل القصر ومحيطه، والاستيلاء على أسلحتهم ومعداتهم، في خطوة تعتبر استعادة لـ”الصندوق الأسود” للحكم في السودان.
الجيش يواصل العمليات بجميع محاور القتال
أكد الجيش السوداني في بيان رسمي أن قواته تواصل القتال في مختلف محاور الخرطوم، مشيرًا إلى تحقيق تقدم ملموس في المناطق الاستراتيجية. كما صرح قائد عمليات الخرطوم بأن تحرير القصر الجمهوري يمثل لحظة تاريخية، لافتًا إلى أن مطار الخرطوم قد يعود للعمل قريبًا بعد استكمال العمليات العسكرية.
اشتباكات متواصلة ومعاناة إنسانية متفاقمة
شهدت الأشهر الماضية تصعيدًا كبيرًا في الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تمكن الجيش من استعادة السيطرة على مناطق عدة خسرها في بداية الحرب.
وكانت التقارير قد أشارت سابقًا إلى أن قوات الجيش اقتربت لمسافة أقل من كيلومتر واحد من القصر الجمهوري قبل أن تتمكن أخيرًا من استعادته بالكامل.
أزمة إنسانية غير مسبوقة
منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، خلف الصراع الدامي عشرات الآلاف من القتلى، وأدى إلى نزوح أكثر من 12 مليون شخص داخل السودان وخارجه، مما جعله أكبر أزمة نزوح في العالم.
كما تسبب الصراع في أزمة غذاء حادة، حيث باتت ملايين الأسر تعاني من الجوع بسبب تعطل سلاسل الإمداد واستمرار القتال في المناطق السكنية.
مستقبل السودان بعد المكاسب العسكرية
مع استمرار الجيش في تحقيق المكاسب الميدانية، يظل السؤال الأكبر متعلقًا بمستقبل السودان بعد انتهاء الحرب.
هل سيؤدي هذا التقدم إلى استقرار سياسي أم أن البلاد ستواجه موجات جديدة من العنف؟ وما هي التداعيات الإقليمية لهذه التطورات؟ أسئلة تبقى مفتوحة في ظل المشهد السوداني المتغير.
