اجتمع وزراء خارجية اليابان والصين وكوريا الجنوبية في طوكيو اليوم، في خطوة تهدف إلى تعزيز التعاون بين الدول الثلاث وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية.
يأتي هذا الاجتماع في وقت تواجه فيه المنطقة تحديات أمنية واقتصادية متزايدة، مما يدفع هذه القوى الإقليمية إلى البحث عن موقف مشترك بشأن القضايا الرئيسية التي تؤثر على استقرار شرق آسيا.
اليابان تحذر من التهديد النووي لكوريا الشمالية
استهل وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا الاجتماع بتأكيد أهمية الحوار والتعاون في مواجهة الانقسامات والتوترات، مشيرًا إلى أن العالم يمر بـ مرحلة حرجة قد تشكل نقطة تحول تاريخية.
وخلال المحادثات، أعرب إيوايا عن قلق بلاده من تنامي قدرات كوريا الشمالية النووية، وهو ملف يشكل مصدر توتر مستمر في المنطقة ويثير مخاوف اليابان وحلفائها.
أهمية الاجتماع في تمهيد الطريق لقمة القادة
يُعد هذا اللقاء الأول من نوعه بين وزراء خارجية اليابان والصين وكوريا الجنوبية منذ عام 2023، ومن المتوقع أن يكون بمثابة خطوة تمهيدية لقمة قادة الدول الثلاث المرتقبة.
وكانت آخر قمة جمعت رؤساء الدول الثلاث قد عُقدت في سيول العام الماضي، حيث تم الاتفاق على تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني، إلا أن الملفات العالقة لا تزال تمثل عقبات أمام تحقيق تقدم فعلي.
ملف حظر الصين للواردات البحرية اليابانية
من بين القضايا التي طُرحت خلال الاجتماع حظر الصين استيراد المأكولات البحرية اليابانية، وهو القرار الذي فرضته بكين بعد تسرب مياه الصرف الصحي من محطة فوكوشيما النووية عام 2023.
وكانت اليابان قد أعربت عن استيائها من هذه الإجراءات التجارية التقييدية، مطالبةً الصين برفع الحظر واستئناف التجارة البحرية بين البلدين.
يكتسب هذا الاجتماع أهمية كبيرة، خاصة في ظل تزايد التحديات الإقليمية مثل التهديدات العسكرية لكوريا الشمالية، والتوترات الاقتصادية بين اليابان والصين، والتغيرات في التحالفات الدولية.
وسيكون نجاحه في تخفيف التوترات وإيجاد أرضية مشتركة للحوار مؤشرًا على مدى قدرة هذه الدول على إدارة خلافاتها وتحقيق تقدم في الملفات العالقة.
مع تصاعد القلق بشأن استقرار منطقة شرق آسيا، يبقى السؤال: هل ستتمكن اليابان والصين وكوريا الجنوبية من إيجاد حلول مشتركة، أم أن التوترات الجيوسياسية ستبقى عقبة في طريق التعاون الإقليمي؟
