منوعات

انتشار الأمراض النادرة في الجزائر.. فما سبب؟

يحذر مختصون في المجال الصحي بالجزائر من ارتفاع معدلات انتشار الأمراض النادرة خلال عام 2025، حيث سجلت السلطات المعنية وجود 63 مرضًا نادرًا، مما جعلها تخصص 46% من ميزانية الصيدلية المركزية للمستشفيات للتكفل بالمصابين. ويرى الخبراء أن السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع هو زواج الأقارب، الأمر الذي دفعهم للمطالبة بإنشاء مراكز متخصصة لعلاج المرضى وتوفير رعاية طبية متكاملة لهم.

وفي السابق، كانت هذه الأمراض غير معروفة لدى غالبية السكان، لكن مع ازدياد عدد الحالات، باتت تشكل تهديدًا حقيقيًا للصحة العامة، كما أنها تستنزف جزءًا كبيرًا من ميزانية الدولة بسبب تكاليف العلاج الباهظة.

زواج الأقارب ودوره في انتشار الأمراض الوراثية

في هذا السياق، أوضح البروفيسور وطبيب الأطفال عبد الرحمن سليمان أن هذه الأمراض تؤثر على شخص واحد من بين كل ألفي شخص، مشيرًا إلى أن 95% من هذه الحالات تنتقل وراثيًا من الأبوين اللذين يحملان طفرات جينية متحولة، رغم عدم إصابتهما بأي مرض ظاهر.

وأضاف سليمان، أن قائمة الأمراض النادرة في الجزائر تشمل عدة أمراض أبرزها:

– الجلطات الدموية في الشرايين

– تسمم الأفيونيات

– تصلب الجلد

– متلازمة سغوغرن

– مرض الدم الوراثي

– متلازمة ويلسون

وتعد هذه الأمراض من بين التحديات الكبرى التي تواجه القطاع الصحي، خاصة أن التشخيص غالبًا ما يكون متأخرًا، حيث لا تظهر الأعراض إلا بعد سنوات، مما يزيد من صعوبة العلاج والتكفل بالمصابين.

 صعوبة التشخيص والعلاج.. تحديات تواجه المرضى

يعتبر التشخيص المتأخر أحد أبرز المشاكل التي يعاني منها المصابون بالأمراض النادرة في الجزائر. فبسبب قلة الوعي وعدم توفر المعدات اللازمة في بعض المستشفيات، لا يتم اكتشاف المرض إلا في مراحل متقدمة، مما يجعل العلاج أكثر تعقيدًا وأحيانًا غير مجدٍ.

وأكد البروفيسور سليمان أن هناك جهودًا متزايدة لنشر التوعية حول هذه الأمراض وإيصال صوت المرضى إلى الجهات المختصة، خاصة أن بعض الحالات لا يمكن علاجها داخل الجزائر، مما يستوجب إرسال المرضى إلى الخارج للحصول على الرعاية الطبية المناسبة.

 إجراءات حكومية لمواجهة الأزمة الصحية

أمام هذا التحدي، أكد وزير الصحة الجزائري عبد الحق سايحي، في تصريحات سابقة، أن الحكومة تعمل على تحسين التكفل بالمصابين بالأمراض النادرة، مشيرًا إلى أن 46% من ميزانية الصيدلية المركزية للمستشفيات تُخصص لهذه الفئة.

وأوضح الوزير أن من بين الإجراءات التي تم اتخاذها للحد من انتشار هذه الأمراض:

– التشخيص المبكر لحديثي الولادة، بهدف اكتشاف الحالات في مراحلها الأولية

– المرافقة العلاجية للمصابين لضمان حصولهم على العلاجات المناسبة

– زيادة الوعي حول مخاطر زواج الأقارب ودوره في تفشي الأمراض الوراثية

وتبقى مسألة الأمراض النادرة في الجزائر تحديًا كبيرًا يتطلب جهودًا مكثفة من الجهات الصحية، سواء من خلال تطوير وسائل التشخيص والعلاج، أو عبر تكثيف حملات التوعية حول العوامل الوراثية التي تساهم في ظهور هذه الأمراض، وعلى رأسها زواج الأقارب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى