أوروبا ترفض الثقة بروسيا وتشكك في نوايا بوتين بعد اتصال مع ترامب

أثارت المكالمة الهاتفية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، والتي أسفرت عن موافقة موسكو على وقف استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية مؤقتًا، جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية الأوروبية.
وعلى الرغم من هذا التطور، فإن الاتحاد الأوروبي عبر عن شكوكه العميقة تجاه نوايا موسكو، مؤكدًا أن الكرملين لم يبدِ أي رغبة حقيقية في تقديم تنازلات حقيقية لإنهاء النزاع.
الاتحاد الأوروبي: لا يمكن الوثوق بموسكو
في تصريحات لها اليوم الأربعاء، أكدت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أن موسكو لا تزال تتبع نهجًا متصلبًا في الصراع، قائلة: “إذا تفحصت الإفادتين عن المكالمة، فمن الواضح أن روسيا لا تريد حقًا تقديم أي نوع من التنازلات”.
كما شددت على أن طلب الرئيس الروسي بوقف تسليح أوكرانيا أمر غير مقبول، مما يعكس استمرار الخلافات العميقة بين موسكو والغرب بشأن سبل إنهاء الحرب.
ألمانيا: وقف الهجمات على منشآت الطاقة “لا قيمة له”
من جانبه، اعتبر وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، أن إعلان بوتين وقف استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية لا يحمل أي معنى حقيقي، مشيرًا إلى أن الهجمات على البنية التحتية الأوكرانية لم تتوقف حتى بعد الاتصال الذي جمع الرئيسين الأميركي والروسي.
وقال بيستوريوس في تصريح لقناة ZDF الألمانية: “لم تهدأ الهجمات على البنية التحتية المدنية في الليلة الأولى بعد هذا الاتصال الهاتفي الذي يُفترض أنه كان حاسمًا وعظيمًا”. كما أكد أن على ترامب السعي للحصول على تنازلات أكبر من نظيره الروسي، بدلًا من الاكتفاء بهذه الوعود المؤقتة.
زيلينسكي: روسيا رفضت الهدنة الأميركية
على الجانب الأوكراني، أعرب الرئيس فولوديمير زيلينسكي عن عدم رضاه عن نتائج المحادثة بين ترامب وبوتين، معتبرًا أن موسكو رفضت فعليًا المقترح الأميركي للهدنة.
كما شدد زيلينسكي على ضرورة استمرار العقوبات الدولية المفروضة على روسيا، داعيًا المجتمع الدولي إلى تقديم المزيد من الدعم العسكري والاقتصادي لأوكرانيا، لضمان قدرتها على مواجهة العدوان الروسي.
موسكو: مستعدون للحوار لكن بشروط
في المقابل، أعلن الكرملين أن بوتين وافق على وقف استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية، لكنه طالب نظيره الأميركي بوقف الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا، إلى جانب الامتناع عن مشاركة المعلومات الاستخباراتية مع كييف، إلا أن ترامب نفى بشكل قاطع أنه ناقش هذه المسائل خلال الاتصال، مؤكدًا أن هدفه الأساسي كان التوصل إلى تهدئة الأوضاع في المنطقة.
لقاء مرتقب في جدة لمناقشة خطط السلام
في ظل استمرار التوترات، يُنتظر أن تستضيف مدينة جدة السعودية يوم الأحد المقبل اجتماعًا يجمع وفدين أميركيًا وروسيًا، بهدف مناقشة خطط السلام بين موسكو وكييف.
ومن المتوقع أن يكون هذا اللقاء محطة مهمة في الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء النزاع، إلا أن الشكوك لا تزال تحيط بمدى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات فعلية تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار.