أخبار عربية

إسرائيل تعترض صاروخاً باليستياً من اليمن والحوثيون يهددون بالمزيد

في تطور جديد يعكس تصاعد التوتر في المنطقة، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أن صفارات الإنذار دوّت في عدة مناطق داخل إسرائيل، لا سيما في بئر السبع والعديد من قرى النقب، بعد إطلاق صاروخ باليستي من اليمن.

ووفقاً لبيان صادر عن الجيش الإسرائيلي، فإن القذيفة أُطلقت في وقت حساس، إذ تزامن الهجوم مع حفل تخريج دورة ضباط في الجيش الإسرائيلي.

ويعدّ هذا الاستهداف الأول من نوعه منذ بدء الهدنة في قطاع غزة في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وجاء عقب سلسلة من الضربات الجوية الإسرائيلية الكثيفة التي استهدفت القطاع الفلسطيني، وأسفرت عن سقوط مئات القتلى.

الحوثيون يتبنون الهجوم ويتوعدون بالمزيد

من جانبها، أعلنت جماعة الحوثي في بيان رسمي أنها استهدفت قاعدة “نيفاتيم” الجوية الإسرائيلية بصاروخ باليستي، في خطوة وصفها المراقبون بالتصعيدية، خاصة بعد التهديدات المتكررة التي أطلقها الحوثيون في الأيام الماضية بالرد على التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

وأكد البيان أن الجماعة ستواصل توسيع دائرة الأهداف داخل إسرائيل إذا استمرت تل أبيب في استهداف المدنيين في غزة. كما شدد الحوثيون على التزامهم بـ”تصعيد خطوات المواجهة”، محملين إسرائيل والولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن انهيار اتفاق وقف إطلاق النار وإعادة عسكرة البحر الأحمر، وهو ما اعتبروه محاولة لتوتير الأوضاع الإقليمية.

 تصعيد العمليات البحرية ضد السفن الإسرائيلية

وفي سياق متصل، أعادت جماعة الحوثي التهديد باستهداف السفن الإسرائيلية التي تمر عبر البحر الأحمر وقبالة السواحل اليمنية، مؤكدة أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما وصفته بـ”العدوان الإسرائيلي المستمر على الفلسطينيين”.

وأصدر المجلس السياسي الأعلى للحوثيين بياناً حذر فيه من تداعيات أي تصعيد عسكري إسرائيلي، مؤكداً أن ردود الفعل قد تتجاوز الضربات الصاروخية لتشمل عمليات بحرية تهدد المصالح الإسرائيلية في المنطقة. كما أشار البيان إلى أن “إسرائيل وأميركا تتحملان المسؤولية الكاملة عن نقض اتفاق وقف إطلاق النار وإفشال جميع الجهود الرامية للانتقال إلى مرحلة تفاوضية جديدة”.

 400 قتيل في غزة بعد تصعيد إسرائيلي مكثف

على الجانب الفلسطيني، شهد قطاع غزة تصعيداً عسكرياً كبيراً في الأيام الأخيرة، حيث أعلنت السلطات الصحية الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، أن الغارات الجوية الإسرائيلية أسفرت عن مقتل أكثر من 400 شخص.

ويعدّ هذا الهجوم الأعنف منذ أسابيع، إذ تلا فترة هدوء نسبي شهدها القطاع بعد تعثر محادثات وقف إطلاق النار الدائم. وبينما تتبادل إسرائيل وحركة حماس الاتهامات بشأن انتهاك الهدنة، تؤكد الأخيرة أن التصعيد الإسرائيلي يقوض جهود الوسطاء في التوصل إلى اتفاق دائم يضع حداً للقتال.

ولا تزال مسألة الأسرى تشكل أحد أبرز نقاط الخلاف بين الطرفين، إذ تؤكد إسرائيل أن حركة حماس تحتجز 59 رهينة من أصل نحو 250 شخصاً أُسروا في الهجوم الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. من جهتها، تتهم حماس إسرائيل بعدم الالتزام بتعهداتها في المفاوضات، وهو ما يعرقل أي تقدم في مسار التهدئة.

مخاوف من تصاعد الصراع في المنطقة

يرى محللون أن التصعيد الأخير، سواء من قبل إسرائيل في غزة أو من قبل الحوثيين ضد إسرائيل، قد يؤدي إلى اتساع دائرة الصراع في الشرق الأوسط، خاصة إذا استمرت الهجمات المتبادلة بين الأطراف المختلفة.

كما أن استهداف الحوثيين لمناطق داخل إسرائيل يمثل منعطفاً جديداً في المواجهة، ويزيد من المخاوف بشأن احتمالية نشوب حرب إقليمية تشمل أطرافاً جديدة في النزاع المستمر منذ أشهر.

ويبقى السؤال الأهم: هل يتجه الوضع نحو مزيد من التصعيد العسكري، أم أن الجهود الدبلوماسية ستنجح في إعادة ضبط الأوضاع؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى