الحوثيون يعلنون استهداف حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» للمرة الثانية

أعلنت جماعة الحوثي، فجر اليوم الإثنين، تنفيذها هجومًا جديدًا في البحر الأحمر استهدف حاملة الطائرات الأميركية “هاري ترومان”، وذلك للمرة الثانية خلال 24 ساعة، في تصعيد ملحوظ ضمن المواجهات البحرية بين الجماعة المسلحة والقوات الأميركية في المنطقة.
ووفقًا لبيان صادر عن الحوثيين على منصة “تليغرام”، فقد استهدف الهجوم الحاملة باستخدام صواريخ باليستية ومجنحة، بالإضافة إلى طائرات مسيرة هجومية، مما أدى إلى “اشتباك استمر لساعات” بحسب وصف البيان.
وأضاف الحوثيون أن قواتهم تمكنت من “إفشال هجوم معادٍ كان العدو يحضّر له”، مشيرين إلى أن الطائرات الأميركية المقاتلة اضطرت للعودة إلى قواعدها بعد الرد الحوثي بالصواريخ والطائرات المسيرة.
استراتيجية الحوثيين وتصعيد متواصل
أكد البيان الحوثي أن الجماعة “تتعامل مع التصعيد بالتصعيد”، مشددًا على أنها مستمرة في “تنفيذ خيارات تصعيدية إضافية” في حال استمرار العمليات العسكرية ضدها.
كما جدّدت الجماعة تهديدها بحظر مرور السفن الإسرائيلية عبر البحر الأحمر حتى يتم رفع الحصار عن قطاع غزة، وهو شرط سبق أن طرحته كجزء من استراتيجيتها في المنطقة.
رد الفعل الأميركي
في المقابل، أفاد مسؤول أميركي لوكالة “رويترز” بأن مقاتلات أميركية من طراز “إف-16″ و”إف-18” نجحت في إسقاط 11 طائرة مسيرة أطلقها الحوثيون يوم الأحد، مؤكدًا أن الطائرات لم تقترب بشكل خطير من “هاري ترومان”.
كما أوضح المسؤول أن الجيش الأميركي رصد محاولة فاشلة لإطلاق صاروخ حوثي، سقط في المياه قبالة السواحل اليمنية، ولم يتم التعامل معه عسكريًا نظرًا لعدم تشكيله تهديدًا مباشراً.
خسائر متزايدة في صفوف الحوثيين
على صعيد الخسائر البشرية، ارتفعت حصيلة القتلى جراء الغارات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن إلى 53 شخصًا، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الصحة التابعة للجماعة يوم الأحد.
هذه الحصيلة تأتي في ظل استمرار الضربات الجوية الأميركية التي تستهدف مواقع الحوثيين بعد إعلان واشنطن استئناف عملياتها العسكرية في المنطقة.
دلالات التصعيد وتأثيره على الأمن الإقليمي
تصاعدت حدة المواجهات البحرية بين القوات الأميركية والحوثيين في الأشهر الأخيرة، حيث تعتمد الجماعة على تكتيكات الحرب غير المتكافئة، من خلال استهداف السفن العسكرية والتجارية باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ الدقيقة.
يأتي ذلك وسط تزايد المخاوف بشأن استقرار الملاحة في البحر الأحمر، أحد أهم الممرات البحرية العالمية، والذي يشهد توترات متصاعدة منذ اندلاع الأزمة في غزة وارتفاع حدة التصعيد العسكري في المنطقة.
في ظل هذا التصعيد، تبقى التساؤلات مطروحة حول مدى قدرة الولايات المتحدة على احتواء تهديدات الحوثيين ومنع تأثيرها على حركة الملاحة والتجارة العالمية، فضلًا عن السيناريوهات المحتملة في حال استمرت الجماعة في استهداف الأصول الأميركية بالمنطقة.