باكستان تتهم الهند بدعم الإرهاب بعد مذبحة القطار في بلوشستان

اتهم الجيش الباكستاني، يوم الجمعة، الهند بدعم الجماعات المتمردة في إقليم بلوشستان، بعد أيام من الهجوم الدامي الذي شنه انفصاليون مسلحون على قطار ركاب، مما أسفر عن مقتل 26 شخصًا كانوا على متنه.
تأتي هذه الاتهامات في الوقت الذي تتصاعد فيه الهجمات المسلحة في باكستان، مما يعكس التحديات الأمنية المتزايدة التي تواجهها البلاد.
تصاعد الهجمات الأمنية في بلوشستان
يُعد الهجوم الذي وقع يوم الثلاثاء واحدًا من أعنف الاعتداءات التي شهدها إقليم بلوشستان المضطرب، حيث قام مسلحون من “جيش تحرير بلوشستان”، وهو تنظيم محظور، بنصب كمين لقطار ركاب في منطقة نائية، واحتجزوا حوالي 400 راكب كرهائن. اندلعت على الفور اشتباكات مسلحة بين الخاطفين وقوات الأمن الباكستانية، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى في صفوف المسلحين.
ورغم إعلان الجيش الباكستاني نجاحه في القضاء على 33 من الخاطفين وإنهاء الأزمة مساء الأربعاء، إلا أن حجم الخسائر البشرية في صفوف الركاب كشف عن فشل أمني كبير في منع وقوع مثل هذا الهجوم من الأساس.
يسلط هذا الحدث الدموي الضوء على مدى تزايد التهديدات التي تواجهها باكستان من قبل الجماعات المسلحة، لا سيما في المناطق الحدودية ذات الطبيعة الجغرافية الصعبة.
اتهامات باكستانية ونفي هندي
وفي أعقاب الهجوم، سارع الجيش الباكستاني إلى توجيه اتهامات مباشرة للهند بدعم الانفصاليين البلوش، زاعمًا أن نيودلهي تقدم تمويلًا وتسليحًا لهذه الجماعات التي تستهدف الأمن الباكستاني.
لم يقدّم الجيش أي أدلة ملموسة لدعم هذه المزاعم، ولكن هذه ليست المرة الأولى التي توجه فيها إسلام آباد مثل هذه الاتهامات إلى جارتها الشرقية.
في المقابل، نفت الحكومة الهندية هذه الادعاءات جملةً وتفصيلًا، مؤكدةً أنها مجرد محاولة لصرف الأنظار عن التحديات الأمنية الداخلية التي تواجهها باكستان.
وأشارت مصادر رسمية في نيودلهي إلى أن باكستان اعتادت على إلقاء اللوم على أطراف خارجية كلما تعرضت لهجمات إرهابية داخلية، بدلًا من التركيز على معالجة الأسباب الحقيقية لهذه الأزمات.
بلوشستان.. بؤرة صراع مستمرة
يُعرف إقليم بلوشستان الواقع جنوب غرب باكستان بأنه منطقة تشهد توترًا مستمرًا بين القوات الحكومية والجماعات الانفصالية التي تطالب باستقلال الإقليم عن الحكم الباكستاني وعلى مدار العقود الماضية، تعرضت هذه المنطقة لسلسلة من الهجمات الدامية، سواء من قبل الجماعات الانفصالية أو التنظيمات المتطرفة الأخرى.
ويعاني الإقليم من تهميش اقتصادي وافتقار للتنمية، وهو ما دفع العديد من سكانه إلى تبني الفكر الانفصالي أو الانضمام إلى الجماعات المسلحة.
وعلى الرغم من الحملات الأمنية التي تشنها الحكومة الباكستانية بانتظام، إلا أن حدة العنف لم تتراجع، بل ازدادت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة.
مخاوف من تصعيد جديد
يثير الهجوم الأخير مخاوف من موجة جديدة من التصعيد في بلوشستان، خاصة في ظل استمرار الاتهامات المتبادلة بين باكستان والهند
. ومن المرجح أن يؤدي هذا التوتر المتزايد إلى تعقيد الأوضاع الأمنية في المنطقة، خصوصًا مع تزايد هجمات الجماعات المسلحة التي تستهدف كلًا من المدنيين وقوات الأمن.
وفي ظل هذه التحديات، يبقى السؤال المطروح: هل تستطيع باكستان فرض سيطرتها الأمنية على الإقليم، أم أن الصراع في بلوشستان سيستمر ليكون جزءًا من المشهد الأمني المضطرب في البلاد؟