مشادة على الهواء بين متحدثة البيت الأبيض ومراسل «أسوشيتد برس»

شهد المؤتمر الصحفي للبيت الأبيض يوم الثلاثاء 11 مارس 2025، مشادة كلامية حادة بين المتحدثة الرسمية باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، ومراسل وكالة “أسوشيتد برس”، جوش بوك، بسبب خلاف حول السياسة الضريبية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
بدأت المواجهة عندما طرح بوك سؤالًا حول موقف ترامب من الضرائب، مشيرًا إلى تناقض بين تصريحاته السابقة التي روج فيها للتخفيضات الضريبية خلال اجتماع “طاولة الأعمال المستديرة” عام 2024، وبين سياساته الحالية التي تدفع نحو “زيادات ضريبية” من خلال فرض تعريفات جمركية على بعض الدول.
ليفيت تدافع عن موقف ترامب
اعترضت ليفيت بقوة على هذا الطرح، مقاطعة المراسل بقولها: “هذا غير صحيح”، مؤكدة أن ترامب لا يطبق زيادات ضريبية، بل يسعى إلى فرض رسوم جمركية على الدول الأجنبية التي “كانت تستغل الاقتصاد الأمريكي”، على حد تعبيرها.
وأضافت أن الرسوم الجمركية لا تمثل زيادة ضريبية على المواطنين الأمريكيين، بل تعتبر “تخفيضًا ضريبيًا فعليًا” لهم، مشيرة إلى أن ترامب لطالما دعم سياسات التخفيضات الضريبية خلال فترته الرئاسية.
جدل حول تأثير التعريفات الجمركية
لم يقتنع المراسل بهذا التبرير، فردّ بسؤال استفزازي قائلاً: “لماذا يعطي ذلك الأولوية على التخفيضات الضريبية؟”، لتجيبه ليفيت بأن الرئيس لا يفعل ذلك، بل يسعى لإعادة التوازن إلى التجارة الدولية بما يخدم مصلحة الشعب الأمريكي.
وفي محاولة لتعزيز موقفها، ذكرت ليفيت أن ترامب تعهد خلال حملته الانتخابية بعدم فرض ضرائب على الإكراميات أو ساعات العمل الإضافية أو استحقاقات الضمان الاجتماعي، مؤكدة أن إدارته ملتزمة بهذه الوعود وتسعى لإقرارها في الكونغرس خلال الفترة المقبلة.
اتهامات بالإهانة واختبار المعرفة الاقتصادية
المواجهة بلغت ذروتها عندما ردت بوك قائلة: “أنا آسفة، لكن هل سبق لك أن دفعت تعريفة جمركية؟ لأنني دفعتها.
هذه الضرائب لا تُفرض على الشركات الأجنبية فقط، بل يتحملها المستوردون أيضًا”، وهو ما دفع ليفيت للرد بقوة، مؤكدة أن سياسات ترامب تهدف في النهاية إلى تحقيق “تجارة عادلة ومتوازنة” ستؤدي إلى زيادة الإيرادات المحلية ورفع مستوى الأجور، مما يعيد الازدهار إلى الاقتصاد الأمريكي.
واختتمت ليفيت المشادة بقولها: “أعتقد أن محاولتكم اختبار معرفتي بالاقتصاد والقرارات التي اتخذها الرئيس مهينة، وأندم الآن على سماع سؤال وكالة أسوشيتد برس”.
تداعيات المواجهة وتأثيرها الإعلامي
أثارت هذه المشادة ردود فعل واسعة في الأوساط الإعلامية والسياسية، حيث اعتبر البعض أن بوك طرح سؤالًا مشروعًا حول تأثير التعريفات الجمركية على المستهلكين الأمريكيين، بينما رأى آخرون أن رد فعل ليفيت الحاد يعكس حساسية الإدارة الحالية تجاه الانتقادات المتعلقة بالسياسات الاقتصادية.
وبغض النظر عن الجدل الدائر، تؤكد هذه الواقعة مدى الانقسام في الأوساط السياسية والإعلامية حول رؤية ترامب للاقتصاد، خاصة فيما يتعلق بسياسات الضرائب والتجارة الدولية.