أخبار دولية

المعادن مقابل الأمن.. هل تصبح الكونغو الديمقراطية وجهة «ترامب» الجديدة؟

تجري الولايات المتحدة محادثات مع الكونغو الديمقراطية لعقد «صفقة معادن» وسط صراع مع متمردي حركة «إم 23».

يثير توجه الولايات المتحدة الأمريكية إلى إبرام «صفقة معادن» مع الكونغو الديمقراطية تساؤلات حول ما إذا كان ذلك سيساعد بإنهاء الحرب الدائرة في شرق هذا البلد.

قالت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، إن الولايات المتحدة تجري الآن محادثات استكشافية مع الكونغو الديمقراطية سعيًا إلى وصولها إلى الموارد المعدنية في هذا البلد الذي يكافح لإنهاء تمرد حركة «إم 23» التي حققت في الأسابيع الماضية مكاسب مفاجئة ميدانيًا وتسعى إلى الوصول إلى العاصمة «كينشاسا» وسط تقهقر للجيش الكونغولي.

لدى الكونغو الديمقراطية الكثير من المعادن النادرة والتي تستخدم في صناعات متطورة على غرار «الليثيوم» و«الكوبالت» و«النحاس»، وهي موارد لا يمكن أن يتم استغلالها في ظل الصراع الجاري الآن شرق البلاد.

تأتي هذه التقارير في وقت تناقش فيه الولايات المتحدة الأمريكية صفقة مشابهة مع أوكرانيا وهو ما أثار تكهنات بشأن فرص نجاح «واشنطن» في الحصول على معادن الكونغو الديمقراطية.

علق عمرو ديالو، الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، على الأمر بالقول إن الكونغو الديمقراطية تبدو أمام معادلة صعبة الآن، إذ ستكون مضطرة لعقد صفقة بموجبها تحصل على مساعدات أمنية وعسكرية من الولايات المتحدة مقابل استغلال الأخيرة للمعادن الموجودة في شرق البلاد.

أوضح «ديالو» لـ«إرم نيوز»، أن المشكلة الآن في آلية التدخل الذي تنوي الولايات المتحدة القيام به والعرض الذي ستقدمه إلى الكونغو الديمقراطية بشأن ذلك، إذ من غير الواضح ما إذا ستزود القوات الحكومية بالأسلحة والمعدات العسكرية المتطورة أم ستكون هناك عناصر أمريكية على الأرض.

رأى «ديالو» أنه في الوقت الراهن يسود تكتم شديد تجاه هذا العرض المرتقب لكن الثابت أن الكونغو الديمقراطية ستكون منفتحة على أي صفقة.

قال محمد تورشين، المحلل السياسي، إن محاولات الولايات المتحدة الأمريكية للاستحواذ على أكبر قدر ممكن من المعادن النفيسة التي تدخل في الصناعات الدقيقة هي إستراتيجية أمريكية متبعة منذ فترة وبالتالي فإن الكونغو الديمقراطية من الدول التي تنتج وتصدر هذه المعادن المهمة والنادرة.

أضاف «تورشين» لـ«إرم نيوز»، أن الولايات المتحدة الأمريكية سعت إلى تأمين ممر إستراتيجي لهذه السلع منذ سنوات عن طريق أنغولا وممر «لوبيتو»، وتم إنشاء خطوط للسكك الحديدية من الكونغو إلى أنغولا ومنها تصدر إلى الولايات المتحدة.

رأى «تورشين» أن التوقيع على هذه الشراكة أو الصفقة ربما يكون واردًا جدا باعتبار أن هذا هو التوجه الأمريكي حتى قبل عودة دونالد ترامب إذ كان جو بايدن حريصًا أيضًا على ذلك وزار أنغولا في إطار السعي إلى هذه الصفقة وهي صفقة ستساعد بكل تأكيد على تعزيز القدرات العسكرية للجيش الكونغولي وبالتالي ستستعيد «كينشاسا» قوتها وتتراجع أنشطة الجماعات الانفصالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى