واشنطن تصعّد ضغوطها على إيران لإنهاء تهديدها النووي والصاروخي

في خطوة جديدة ضمن سياسة الضغط القصوى التي تتبعها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد إيران، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عدم تجديد الإعفاءات التي كانت تُمنح للعراق لشراء الكهرباء من إيران.
ويعني هذا القرار أن بغداد ستضطر إلى البحث عن بدائل أخرى لمصادر الطاقة الإيرانية، وهو ما يتماشى مع الأهداف الأميركية الرامية إلى تقليل نفوذ طهران الاقتصادي في المنطقة.
وفي هذا السياق، أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، في بيان صدر اليوم الأحد، أن إدارة ترامب لن تسمح لطهران بأي شكل من أشكال الإغاثة الاقتصادية أو المالية، مشددًا على أن الهدف الرئيسي من هذه الإجراءات هو تقويض قدرة إيران على تمويل أنشطتها الإقليمية وبرامجها العسكرية.
الضغط على إيران لإنهاء برنامجها النووي والصاروخي
أكدت واشنطن أن حملتها ضد إيران تستهدف إنهاء ما تصفه بـ”التهديد النووي الإيراني”، بالإضافة إلى تقليص برنامج الصواريخ الباليستية الذي تطوره طهران بشكل متسارع.
وأوضح المتحدث أن هذه الضغوط تشمل فرض المزيد من العقوبات، إلى جانب تعزيز الرقابة الدولية على أنشطة إيران النووية.
وأضاف أن الولايات المتحدة ترى في برنامج الصواريخ الإيراني تهديدًا مباشرًا لاستقرار المنطقة، خاصة في ظل استمرار طهران في تطوير تقنيات صاروخية متقدمة يمكن استخدامها في حمل رؤوس نووية.
كما شدد على أن العقوبات لا تهدف فقط إلى الحد من القدرات العسكرية الإيرانية، بل أيضًا إلى وقف دعمها للجماعات المسلحة التي تعمل بالوكالة عنها في عدة دول.
الخياران الأميركيان: الضغط العسكري أو اتفاق جديد
تزامن هذا التصعيد مع تصريحات المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، براين هيوز، الذي أكد أن الولايات المتحدة تدرس خيارين للتعامل مع إيران، إما من خلال الضغط العسكري المباشر، أو عبر التفاوض على صفقة جديدة تحدّ من برنامجها النووي.
وجاءت هذه التصريحات ردًا على تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي رفض أي محادثات جديدة مع واشنطن، معتبرًا أن الهدف من هذه المساعي هو فرض قيود على مدى الصواريخ الإيرانية والحد من نفوذ طهران في المنطقة.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد كشف، قبل يومين، أن إدارته بعثت برسالة إلى الحكومة الإيرانية، تدعوها فيها إلى التفاوض على اتفاق جديد يهدف إلى تقييد برنامجها النووي بشكل أكثر صرامة، ليكون بديلًا عن الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في ولايته الأولى عام 2018.
تحذيرات دولية من تسارع الأنشطة النووية الإيرانية
من جانبه، حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، من أن الوقت بدأ ينفد أمام الحلول الدبلوماسية، في ظل استمرار إيران في تسريع تخصيب اليورانيوم إلى مستويات قريبة من درجة تصنيع الأسلحة النووية.
وأشار جروسي إلى أن استمرار طهران في رفض الرقابة الدولية الكاملة على منشآتها النووية يزيد من مخاوف المجتمع الدولي بشأن نواياها المستقبلية.
إيران تواصل تطوير قدراتها العسكرية رغم العقوبات
على الرغم من العقوبات والضغوط الأميركية، واصلت إيران تعزيز قدراتها العسكرية، حيث أعلنت خلال الأشهر الماضية عن عدة مشاريع عسكرية جديدة، من بينها أول حاملة طائرات مسيرة وقاعدة بحرية تحت الأرض.
وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد التوترات بين طهران من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، حيث تُتهم إيران باستخدام قوتها العسكرية لتعزيز نفوذها في المنطقة ودعم حلفائها المسلحين.
مع استمرار العقوبات الأميركية وتزايد الضغوط الدولية على إيران، يبدو أن المواجهة بين الطرفين تتجه نحو مزيد من التصعيد، سواء من خلال تشديد العقوبات الاقتصادية أو عبر احتمالات المواجهة العسكرية.
وفي ظل تعنت طهران ورفضها أي حلول دبلوماسية جديدة، تبقى المنطقة أمام سيناريوهات غير محسومة، قد تؤدي إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار.