أخبار عربية

القوات الإسرائيلية تتوغل في جنوب سوريا وتنفذ مداهمات في درعا

في تصعيد جديد للتوتر في الجنوب السوري، نفّذت القوات الإسرائيلية، فجر السبت 8 مارس 2025، عملية توغل في بلدة جملة غرب درعا، حيث شنت مداهمات استهدفت عدة منازل، وسط استنفار أمني ملحوظ في المنطقة.

وتأتي هذه التحركات العسكرية في إطار سلسلة عمليات متكررة شهدتها المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة، ما يثير تساؤلات حول الأهداف الإسرائيلية في الجنوب السوري.

عملية مداهمة وفرض طوق أمني على أحد المنازل

أفاد موقع “تجمع أحرار حوران” المحلي بأن القوات الإسرائيلية فرضت طوقًا أمنيًا حول أحد المنازل في البلدة، وطالبت مالكه بالحضور إلى الموقع، في حين كانت زوجته وأطفاله لا يزالون داخل المنزل.

من جهته، ذكر “تلفزيون سوريا” أن جنودًا إسرائيليين أجروا اتصالًا بمالك المنزل، مطالبين إياه بتسليم نفسه، دون تقديم توضيحات عن أسباب المداهمة.

وأضافت المصادر أن هذه ليست العملية الأولى من نوعها، بل تأتي ضمن سلسلة عمليات إسرائيلية مشابهة شهدتها مناطق الجنوب السوري في الفترة الأخيرة.

تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب سوريا

شهدت الأسابيع الماضية تصعيدًا إسرائيليًا متزايدًا في جنوب سوريا، حيث نفذت الطائرات الإسرائيلية غارات جوية استهدفت مواقع مختلفة، بالتزامن مع توسع التوغلات البرية داخل المنطقة العازلة.

ووفقًا لتلفزيون سوريا، فإن الجيش الإسرائيلي سيطر مؤخرًا على مواقع استراتيجية، من بينها قمة جبل الشيخ، كما عزز وجوده العسكري في محافظة القنيطرة.

بناء قواعد عسكرية جديدة وتعزيز البنية التحتية

تشير التقارير إلى أن القوات الإسرائيلية تعمل حاليًا على إنشاء قواعد عسكرية جديدة تمتد من جبل الشيخ إلى منطقة حوض اليرموك.

وتضم هذه القواعد بنية تحتية متكاملة تشمل أنظمة كهربائية ومرافق سكنية مخصصة للجنود، إلى جانب تطوير شبكة طرق تصل إلى الحدود السورية.

 تصريحات إسرائيلية تؤكد نية البقاء في “المناطق الأمنية” داخل سوريا

في سياق متصل، جدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، يوم الجمعة، تأكيده أن الجيش الإسرائيلي سيواصل البقاء في بعض المناطق داخل سوريا التي تعتبرها تل أبيب “مناطق أمنية”، وعلى رأسها منطقة جبل الشيخ، دون تحديد سقف زمني لهذا الوجود العسكري.

وأضاف كاتس في منشور عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا) أن هذا الانتشار العسكري يهدف إلى الدفاع عن إسرائيل ضد أي تهديد قادم من سوريا، وحماية المستوطنات في منطقتي الجولان والجليل.

كما توعّد بأن إسرائيل ستعمل على ضمان أن يكون جنوب سوريا منزوع السلاح وخاليًا من التهديدات.

إسرائيل واستغلال الأوضاع بعد سقوط نظام الأسد

بعد تدهور الوضع في سوريا وسقوط نظام بشار الأسد، استغلت إسرائيل الوضع الجديد لتعزيز سيطرتها في المنطقة العازلة وجبل الشيخ، حيث أعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك الموقعة مع سوريا عام 1974، والتي كانت تنظم وجود القوات على جانبي الحدود.

مخاوف من توسيع العمليات الإسرائيلية داخل سوريا

تأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه التهديدات الإسرائيلية بتوسيع نطاق عملياتها العسكرية داخل سوريا، وسط تساؤلات حول الأهداف الاستراتيجية لهذه التحركات.

ويرى محللون أن هذه الإجراءات تعكس نية إسرائيل تعزيز سيطرتها في الجنوب السوري، ومنع أي وجود عسكري لقوات معادية على حدودها الشمالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى