مصر تعلن التوافق على شخصيات لقيادة اللجنة التنفيذية لـ«غزة»

صرّح بدر عبد العاطي، وزير الخارجية المصري، بأنه تم التوافق على الشخصيات التي ستتولى رئاسة اللجنة المكلفة بإدارة قطاع غزة لمدة ستة أشهر.
وأضاف عبد العاطي أنه سيطلب من منظمة التعاون الإسلامي، خلال اجتماعها الطارئ في جدة يوم الجمعة المقبل، اعتماد خطة إعادة إعمار غزة التي أقرها القادة العرب في القمة الطارئة التي عُقدت بالقاهرة، لتكون خطة عربية وإسلامية مشتركة.
وأوضح أن القمة العربية أكدت مجموعة من المبادئ الأساسية، من أبرزها الرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين، والتأكيد على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني. كما شدد على وجود توافق عربي بشأن اعتماد الخطة المصرية لإعادة إعمار وتنمية قطاع غزة.
وأشار عبد العاطي إلى أنه سيتم إنشاء صندوق دولي لحشد التمويل اللازم لإعادة إعمار غزة، بالإضافة إلى تشكيل لجنة لإدارة شؤون القطاع لفترة محددة، تضم شخصيات من غزة. وأكد أن المرحلة الأولى من عملية الإعمار تشمل توفير مساكن مؤقتة لأكثر من 1.2 مليون فلسطيني يعيشون في العراء، على أن يتم تحويل هذه المساكن إلى وحدات دائمة لاحقًا، فضلًا عن إزالة الأنقاض والتعامل مع المتفجرات وصولًا إلى المراحل النهائية من إعادة الإعمار.
كما كشف الوزير المصري عن مشاركة 100 دولة في مؤتمر إعادة إعمار غزة، مؤكدًا أن المرحلة الأولى من الإعمار ستشمل تحويل المساكن المؤقتة إلى دائمة.
وكان القادة العرب قد شددوا في البيان الختامي للقمة العربية الطارئة في القاهرة على رفض أي محاولة لتهجير الفلسطينيين داخل أراضيهم أو خارجها، مؤكدين أن ذلك يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وجريمة ضد الإنسانية. كما أدان البيان سياسات التجويع والتدمير الهادفة إلى إجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم، مطالبًا إسرائيل، بصفتها قوة احتلال، بالالتزام بقرارات الشرعية الدولية، ورفض أي تغيير ديموغرافي في الأراضي الفلسطينية.
وعُقدت القمة العربية الطارئة في القاهرة لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة، مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، دون التوصل إلى اتفاق لتمديده أو بدء مرحلة ثانية منه.
يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس دخل حيز التنفيذ في 19 يناير 2025، بعد حرب استمرت لأكثر من 15 شهرًا، أسفرت عن سقوط أكثر من 170 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح ومفقود، وذلك عقب هجوم “طوفان الأقصى” الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023.
وفي سياق متصل، كان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قد اقترح نقل أعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى الأردن ومصر ودول عربية أخرى، وهو ما قوبل برفض واسع، حيث أكدت القاهرة وعمّان رفضهما لأي محاولات لتهجير سكان غزة قسريًا، وتمسكهما بحل الدولتين، الذي يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ضرورة استئناف المفاوضات حول إقامة دولة فلسطينية، مشيرًا إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين يدعم تسوية الصراع وفقًا لحل الدولتين الذي أقره مجلس الأمن الدولي.