ما إن أنهى الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطابه الثلاثاء الماضي، والذي استمر لمدة ساعة و40 دقيقة، ليصبح بذلك أطول خطاب يلقيه رئيس أميركي خلال جلسة مشتركة للكونغرس، حتى انهالت التعليقات وردود الفعل.
انتقادات ديمقراطية
وصفت رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة، نانسي بيلوسي، خطاب ترامب بأنه مليء بالأكاذيب، مشيرة في بيان لها إلى أنه لم يختلف عن خطابه السابق أمام الكونغرس، عندما وعد بخفض التضخم لكنه لم يفِ بوعده.
وأضافت بيلوسي أن ترامب، الذي تربطها به خصومة شديدة، وعد أيضاً بخفض تكلفة المعيشة لكنه فشل في ذلك، بل على العكس، فإن خطته للميزانية ترفع التكاليف على ملايين الأميركيين من خلال تخفيضات كبيرة على برنامج “ميديكيد”، بينما تمنح إعفاءات ضريبية للمليارديرات.
كما استغربت عدم تطرق ترامب في خطابه إلى تخفيضاته في برنامج الرعاية الطبية أو تكرار الاتهامات التي وجهها سابقاً للضمان الاجتماعي بوصفه “عملية احتيال” و”مخطط بونزي”.
وأشارت إلى أن سياسات ترامب تسببت في معاناة الشعب الأميركي، مؤكدة أن الديمقراطيين سيواصلون معركتهم ضد ما وصفته بـ”هجوم ترامب على أميركا”، في الوقت الذي يصفق له الجمهوريون.
بدوره، أصدر زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، بياناً اتهم فيه ترامب بإلحاق الضرر بالأميركيين بسبب سياساته المتشددة، مشيراً إلى أن الرئيس كرر وعوداً كاذبة ولم يفِ بها، بينما شهد الشهر الأول من ولايته الجديدة ارتفاعاً في معدلات التضخم والإيجارات وأسعار السلع الأساسية، إلى جانب زيادة نفوذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وانخفاض حاد في سوق الأوراق المالية نتيجة الحروب التجارية التي أضرت بالمزارعين الأميركيين والعائلات وصناديق التقاعد.
الحلم الأميركي مستمر
يُذكر أن خطاب ترامب حطم الرقم القياسي السابق لأطول خطاب عن حالة الاتحاد، والذي كان مسجلاً باسم الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون عام 2000.
وقال ترامب خلال كلمته أمام أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، اليوم الأربعاء (مساء الثلاثاء بالتوقيت المحلي): “الحلم الأميركي لا يمكن إيقافه”، مؤكداً أن البلاد بدأت “أعظم وأنجح عصر في تاريخها”.
وأضاف، وسط تصفيق حار وهتافات من أنصاره، أن أميركا على وشك تحقيق إنجازات غير مسبوقة.
إلا أن الخطاب لم يخلُ من التوتر، حيث حاول بعض الأعضاء الديمقراطيين مقاطعته، ومن بينهم النائب آل غرين (عن ولاية تكساس)، الذي تم إخراجه لاحقاً من القاعة من قبل رجال الأمن.
