باكستان تشيع ضحايا التفجير الانتحاري قرب قاعدة عسكرية

أغلقت المدارس والمتاجر في مدينة بانو شمال غرب باكستان يوم الأربعاء، حيث يستعد السكان لإقامة مراسم جنازة جماعية لضحايا الهجوم الانتحاري المزدوج الذي استهدف قاعدة عسكرية في المنطقة مساء الثلاثاء.
وأسفر الهجوم عن مقتل 12 شخصًا وإصابة 30 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، بعضهم في حالة حرجة.
وأعلنت جماعة مسلحة مرتبطة بـ حركة طالبان الباكستانية مسؤوليتها عن الهجوم، الذي وقع خلال فترة الإفطار في شهر رمضان، حينما كان معظم السكان المحليين إما يتناولون طعامهم أو يؤدون الصلاة في أحد المساجد القريبة.
تفاصيل الهجوم الانتحاري
وقع الهجوم عندما تمكن انتحاريان من اختراق الجدار المحيط بالقاعدة العسكرية، مما أدى إلى تفجيرات عنيفة هزت المنطقة.
وبعد التفجيرات، اقتحم عدد من المسلحين المجمع العسكري وبدأوا في تبادل إطلاق النار مع القوات الأمنية، ما تسبب في مزيد من الدمار وسقوط ضحايا.
أدى عنف الانفجارات إلى تمزيق الجدران وتدمير الأسقف وإلحاق أضرار جسيمة بالمسجد القريب، حيث كان بعض المصلين متواجدين. وبينما أعلنت التقارير عن سقوط 12 قتيلًا من المدنيين، لم يتم الإعلان رسميًا عن عدد القتلى والجرحى في صفوف قوات الأمن.
عمليات الإنقاذ والبحث عن المسلحين
في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، استمرت قوات الأمن في تمشيط المنطقة بحثًا عن أي مسلحين محتملين قد يكونون متورطين في الهجوم. وسمع السكان طلقات نارية متفرقة خلال العملية الأمنية.
وفي الوقت نفسه، عملت فرق الإنقاذ على إزالة الأنقاض من المنازل والمسجد المتضرر، حيث تم انتشال جثث ثلاثة مصلين كانوا محاصرين تحت السقف المنهار للمسجد. واستخدمت السلطات حفارة ميكانيكية لرفع الحطام وتسهيل عمليات البحث والإنقاذ.
إعلان الحداد وإقامة صلاة جنازة جماعية
أعلن عالم خان، أحد زعماء المجتمع المحلي في بانو، عن يوم حداد رسمي، مؤكدًا أن صلاة جنازة جماعية ستُقام في مجمع رياضي بالمدينة لتوديع الضحايا. كما أغلقت معظم المؤسسات التعليمية والمحلات التجارية حدادًا على أرواح القتلى.
من يقف وراء الهجوم؟
تبنّت الهجوم جماعة جيش الفرسان، وهي إحدى الفصائل المسلحة التابعة لـ حركة طالبان الباكستانية، التي تنشط في إقليم خيبر بختونخوا شمال غرب البلاد، وهي منطقة حدودية مع أفغانستان تشهد توترًا أمنيًا متكررًا بسبب وجود جماعات مسلحة متشددة.
يأتي هذا الهجوم في ظل تصاعد العمليات المسلحة في باكستان، حيث شهدت الأشهر الأخيرة زيادة ملحوظة في الهجمات التي تستهدف قوات الأمن والمناطق الحيوية، مما يثير مخاوف من تدهور الوضع الأمني في المنطقة.
لم تصدر الحكومة الباكستانية حتى الآن بيانًا رسميًا بشأن تفاصيل الخسائر في صفوف الجيش، لكن من المتوقع أن تتخذ إجراءات أمنية مشددة لملاحقة منفذي الهجوم وتعزيز الأمن في المناطق الحدودية، خاصة مع تزايد نشاط الجماعات المسلحة في إقليم خيبر بختونخوا.
في ظل استمرار هذه الهجمات، يواجه الأمن الباكستاني تحديات كبيرة، حيث تسعى الجماعات المسلحة إلى تقويض استقرار البلاد وزعزعة الأمن، ما يفرض على السلطات تعزيز جهودها في مكافحة الإرهاب والتصدي لهذه التهديدات المستمرة.