الدنمارك ترد على تصريحات ترامب بشأن غرينلاند

في رد حاسم على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أكدت الدنمارك أن جزيرة غرينلاند لن تكون جزءًا من الولايات المتحدة.
وأوضح وزير الدفاع الدنماركي، ترويلز لوند بولسن، في حديثه لشبكة “دي آر” العامة، أن قرار مستقبل الجزيرة يعود حصريًا لسكانها، مشيرًا إلى أن غرينلاند تتمتع بالحكم الذاتي منذ سنوات طويلة.
تجديد ترامب لدعمه لانضمام غرينلاند إلى الولايات المتحدة
خلال خطابه أمام الكونغرس، جدّد ترامب تأكيده على أهمية غرينلاند للأمن القومي الأميركي، مشيرًا إلى رغبة واشنطن في ضم الجزيرة “بطريقة أو بأخرى”. وقال: “نحن ندعم حقكم في تقرير مستقبلكم، وإذا اخترتم الانضمام إلينا، فسنرحب بكم”. كما شدد على أن الجزيرة تلعب دورًا استراتيجيًا في الدفاع عن الأمن القومي الأميركي والعالمي.
ماركو روبيو يكشف أهداف إدارة ترامب
وفي تعليق على موقف الرئيس الأميركي، قال وزير الخارجية ماركو روبيو إن ترامب يسعى لشراء غرينلاند بطريقة رسمية.
وأضاف في مقابلة إذاعية: “ما قاله الرئيس ترامب علنًا هو أنه يريد شراءها ودفع ثمنها”، مما يعكس رغبة الإدارة الأميركية في توسيع نفوذها في المنطقة القطبية الشمالية.
أهمية غرينلاند الاستراتيجية
غرينلاند، التي تقع في القطب الشمالي، هي إقليم يتمتع بالحكم الذاتي تحت السيادة الدنماركية منذ أكثر من ستة قرون. وترتبط بعلاقات وثيقة مع الاتحاد الأوروبي وتستضيف قاعدة جوية كبيرة للقوات الأميركية، مما يجعلها نقطة استراتيجية هامة للولايات المتحدة.
ويبلغ عدد سكان غرينلاند حوالي 56 ألف نسمة، ويتحدث العديد منهم اللغة الدنماركية، لكن اللغة الرسمية هي “كالاليسوت”، وهي جزء من اللغات الإينويتية.
تداعيات التوتر بين أوكرانيا والولايات المتحدة
من جهة أخرى، تصاعدت التوترات بين واشنطن وكييف بعد إعلان الولايات المتحدة تجميد مساعداتها العسكرية لأوكرانيا، مما أثار تساؤلات حول تداعيات القرار على الحرب مع روسيا.
واعتبر البيت الأبيض أن القرار يأتي في إطار مراجعة استراتيجية لضمان تحقيق حل سلمي للنزاع، بينما أعربت كييف عن قلقها من تداعيات هذا التحول المفاجئ.
محاولة أميركية للضغط على زيلينسكي
يرى محللون أن إدارة ترامب تسعى للضغط على الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لإجباره على تقديم تنازلات أو حتى الاستقالة.
وتشير بعض التقارير إلى أن الولايات المتحدة لم تعد ترى في زيلينسكي شريكًا مثاليًا لتحقيق السلام، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي في أوكرانيا.
تحركات أوروبية لتعويض الغياب الأميركي
وفي ظل الغموض الذي يحيط بالموقف الأميركي، تسعى الدول الأوروبية إلى تعزيز دعمها لأوكرانيا. فقد أعلنت لندن عن خطة مساعدات بقيمة 2.2 مليار جنيه إسترليني، كما تعهدت الدول الأوروبية الأخرى بتكثيف إنتاجها العسكري لدعم كييف.
ورغم ذلك، يحذر الخبراء من أن الدعم الأوروبي وحده قد لا يكون كافيًا لتعويض النقص في المساعدات الأميركية، لا سيما في مجال الدفاع الجوي والأسلحة الدقيقة.
السيناريوهات المحتملة لمستقبل الحرب في أوكرانيا
في حال استمرار تجميد الدعم الأميركي، قد تجد أوكرانيا نفسها مضطرة للبحث عن بدائل، سواء عبر تعزيز صناعتها الدفاعية أو الاعتماد بشكل أكبر على المساعدات الأوروبية.
ومع ذلك، يشير بعض المحللين إلى أن غياب الدعم الأميركي قد يمنح روسيا ميزة استراتيجية، مما قد يؤدي إلى تصعيد أكبر في الصراع.
ما بين محاولات واشنطن لضم غرينلاند وضغطها على أوكرانيا، يتضح أن السياسة الخارجية الأميركية تشهد تحولات كبيرة قد تؤثر على التوازنات الدولية.
وبينما ترفض الدنمارك المساس بسيادتها على غرينلاند، تجد أوكرانيا نفسها في موقف صعب بسبب التغيرات في موقف أقرب حلفائها.