إسرائيل تسعى للحفاظ على النفوذ العسكري الروسي في سوريا

كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أرسل سكرتيره العسكري، اللواء رومان جوفمان، إلى موسكو خلال الأيام الأخيرة، لإجراء سلسلة من الاجتماعات الأمنية والسياسية مع مسؤولين روس.
تهدف هذه الزيارة إلى تعزيز التنسيق الأمني بين البلدين، إضافةً إلى مناقشة مستقبل النفوذ الروسي في سوريا، في ظل المتغيرات التي شهدتها الساحة السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024.
دور روسيا في سوريا والضغط الإسرائيلي
أشارت الصحيفة إلى أن تل أبيب تعمل على ضمان استمرار الوجود العسكري الروسي في سوريا، حيث تضغط على الولايات المتحدة للسماح لموسكو بالحفاظ على قواعدها هناك، لضمان بقاء سوريا ضعيفة من الناحية العسكرية والاستراتيجية.
وترى إسرائيل أن بقاء النفوذ الروسي في سوريا يصب في مصلحتها الأمنية، في ظل التحولات السياسية والعسكرية التي تشهدها البلاد.
إسرائيل تسعى لدور روسي في ملف الأسرى
إلى جانب التنسيق الأمني، تسعى إسرائيل من خلال اتصالاتها مع روسيا إلى حثّ موسكو على ممارسة ضغوط على حركة حماس عبر الوسطاء، بهدف دفع المفاوضات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى.
يأتي ذلك في ظل استمرار المواجهات بين إسرائيل وحماس، ومساعي تل أبيب للإفراج عن جنودها المحتجزين لدى الحركة.
مخاوف إسرائيل من النظام السوري الجديد
بعد إسقاط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024، أبدت إسرائيل استياءها من الإدارة الجديدة التي تولت الحكم في سوريا.
وكشفت تقارير إعلامية وتصريحات مسؤولين إسرائيليين أن تل أبيب لم تكن ترغب في سقوط الأسد، حيث كانت ترى فيه “لاعبًا مفيدًا” يمكن التعامل معه.
وفي إطار تحركاتها العسكرية، شنت إسرائيل، عقب سقوط النظام السابق، غارات جوية استهدفت مئات المواقع العسكرية ومستودعات الأسلحة التابعة للجيش السوري السابق، خشية وقوعها في أيدي القوات التابعة للإدارة الجديدة.
كما قامت تل أبيب باحتلال المنطقة العازلة بين سوريا وإسرائيل، في خطوة تعكس تغيّر سياستها تجاه الملف السوري بعد التطورات الأخيرة.
التصعيد الإسرائيلي ضد الإدارة الجديدة في سوريا
شهدت الأسابيع الأخيرة تصعيدًا إسرائيليًا ضد النظام السوري الجديد، حيث أعلنت تل أبيب، في 24 فبراير، أنها “لن تسمح” بانتشار الجيش السوري الجديد جنوب دمشق، معتبرةً أن أي تحرك عسكري في هذه المنطقة يشكل تهديدًا مباشرًا لها.
كما بررت إسرائيل موقفها بادعائها أنها “لن تقبل بأي تهديد لأبناء الطائفة الدرزية في جنوب سوريا”، وهو ما أثار غضب السلطات السورية الجديدة، التي أكدت التزامها بحقوق جميع الطوائف، ورفضت التدخل الإسرائيلي في الشأن الداخلي للبلاد، مشددة على أن سوريا الجديدة ستكون دولة موحدة لجميع مواطنيها دون تمييز.
انعكاسات التحركات الإسرائيلية على مستقبل سوريا
مع تصاعد التدخل الإسرائيلي في الشأن السوري، تبرز تساؤلات حول مستقبل الأوضاع في المنطقة، خاصة في ظل الدعم الذي تقدمه تل أبيب لبعض الفصائل المسلحة، وسعيها المستمر لإضعاف الدولة السورية. كما أن محاولاتها للحفاظ على النفوذ الروسي في سوريا تعكس رغبتها في استغلال التوازنات الدولية لصالحها، في وقت تسعى فيه دمشق الجديدة إلى إعادة بناء مؤسساتها واستعادة سيادتها على كامل أراضيها.