المصري مو إسماعيل يكشف كواليس تجربته في السينما الهندية للمرة الثانية

تحدث الممثل المصري مو إسماعيل عن رحلته إلى السينما الهندية، موضحًا أنه لم يكن يسعى وراء التمثيل فقط، بل كان شغوفًا بفهم المجال السينمائي بكل تفاصيله.
درس الإنتاج وعمل في مجالات متعددة، مما أتاح له فرصًا مميزة، أبرزها العمل مع صناع السينما في الهند أثناء عمله كمنتج فني في مجال الموسيقى بالإمارات.
كانت أولى تجاربه التمثيلية في فيلم “خدا حافظ” الذي تم تصويره في مصر، ولكن الفرصة الأهم جاءت مع فيلم “Daveed”، حيث اختير لأداء دور ملاكم، وهو ما يتناسب مع خبرته في الرياضات القتالية منذ الصغر.
نجاح فيلم «Daveed» وتأثيره على الجمهور
أعرب مو إسماعيل عن سعادته الكبيرة بردود الأفعال الإيجابية التي تلقاها فيلم “Daveed” بعد عرضه.
وأوضح أن الفيلم أثبت أن السينما لا تحتاج إلى مؤثرات بصرية مبالغ فيها أو تصميم معارك غير واقعي، بل إن القتال الحقيقي، والمشاعر الصادقة، والسرد القوي هي التي تترك أثرًا في الجمهور.
العمل على الفيلم تطلب دقة شديدة، وكان كل فرد في فريق العمل يسعى إلى تقديم أفضل ما لديه.
دور مو إسماعيل في الفيلم
يجسد مو إسماعيل شخصية “سينول أحمدوف”، وهو ملاكم محترف يتنافس مع بطل الفيلم أنتوني فارجيز، الذي يؤدي دور المقاتل “أبو”.
على الرغم من أن “سينول” قد يبدو للوهلة الأولى مجرد شخصية شريرة، فإن مو إسماعيل حرص على تجسيده كشخصية متكاملة ذات أبعاد إنسانية عميقة. فهو لا يقاتل من أجل المال أو الشهرة، بل لأنه يعتبر القتال جزءًا من طبيعته. عمل مو إسماعيل على إضفاء العمق على الشخصية، بحيث يشعر الجمهور بوجوده وتأثيره طوال الفيلم.
كواليس ترشيحه للدور والاستعداد له
تم اختيار مو إسماعيل بعد بحث مكثف عن شخص يجيد الملاكمة والتمثيل في الوقت ذاته. وبعد ترشيحه، تواصل معه فريق العمل، وقرأ السيناريو، وأعجب بالقصة التي اعتبرها استثنائية.
سافر إلى الهند حيث خضع لتدريبات مكثفة على دوره، واستعد نفسيًا وبدنيًا لخوض تجربة تمثيلية مختلفة تمامًا عن تجاربه السابقة.
الاختلاف بين بوليوود وسينما الجنوب
شارك مو إسماعيل في صناعة السينما الهندية عبر نوعين مختلفين من السينما: بوليوود وسينما الجنوب. وأوضح أن هناك اختلافات واضحة بينهما، حيث تتميز بوليوود بالإنتاجات الضخمة، بينما تركز سينما الجنوب على القصص العميقة والأداء الواقعي.
فيلم “Daveed” تم إنتاجه بلغة الماليالام، وهي إحدى اللغات المستخدمة في الهند، وكان أول فيلم من نوعه يتناول عالم الملاكمة بهذا الأسلوب الواقعي.
التصوير استغرق 78 يومًا في ولاية كيرالا، وكانت تجربة مميزة عكست تطور السينما الهندية وانفتاحها على مختلف الثقافات.
ماذا تحتاج السينما المصرية للوصول للعالمية؟
عند الحديث عن مقارنة السينما المصرية بالهندية، أكد مو إسماعيل أن مصر تمتلك كل المقومات اللازمة لصناعة سينما عالمية، ولكنها تحتاج إلى كتابة قصص أكثر تنوعًا وتعكس الثقافة المصرية بشكل حقيقي. يرى أن التركيز على الكوميديا وحدها لا يكفي، بل يجب دعم الأفلام الدرامية والتاريخية والإثارة، بالإضافة إلى زيادة الإنتاج ودعم المنتجين والمبدعين، مما سيساعد في وصول الأفلام المصرية إلى نطاق أوسع عالميًا.
مشروعه القادم: فيلم تاريخي مصري بعنوان “كيميت”
كشف مو إسماعيل عن مشروعه السينمائي القادم، وهو فيلم “كيميت”، الذي يعمل عليه منذ عامين. الفيلم من بطولته، كما شارك في تأليفه وإنتاجه.
تدور أحداث الفيلم في حقبة ما قبل المصريين القدماء، تحديدًا قبل 12 ألف سنة، ويروي قصة أب وابنه فرقتهما مياه النيل، مما يجعل الفيلم يعكس طبيعة مصر القديمة بشكل مختلف عن الأعمال المعتادة. أجرى فريق العمل أبحاثًا دقيقة لضمان تقديم تجربة بصرية وتاريخية فريدة.
أعماله الأخرى ومسلسله التاريخي القادم
إلى جانب السينما، شارك مو إسماعيل في مسلسل “معاوية بن أبي سفيان”، وهو عمل تاريخي ضخم من إخراج طارق العريان، وسيتم عرضه باللغة العربية الفصحى.
كما يعمل حاليًا على عدة مشاريع سينمائية أخرى من خلال شركته للإنتاج، ويطمح إلى تقديم أعمال مميزة تضيف إلى مشواره الفني وتبرز موهبته بشكل أكبر.
رحلة مو إسماعيل في السينما الهندية تعكس كيف يمكن للفنان الطموح أن يحقق نجاحًا عالميًا إذا امتلك المهارات المناسبة وسعى وراء الفرص.
من الإنتاج إلى التمثيل، ومن بوليوود إلى سينما الجنوب، أثبت مو إسماعيل أنه قادر على المنافسة في الساحة العالمية، وأن السينما المصرية لديها القدرة على تحقيق نجاح مماثل إذا توافرت لها الظروف المناسبة.