أخبار دولية

فوز ميرتس في الانتخابات الألمانية يشعل الجدل حول استقلال أوروبا الدفاعي وعلاقتها بواشنطن

حقق حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي بقيادة فريدريش ميرتس انتصارًا في الانتخابات التشريعية الألمانية، بحصوله على نحو 29% من الأصوات وفق النتائج الأولية. وعلى الرغم من ترحيب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بفوز المحافظين ووصفه لهذا اليوم بأنه “عظيم لبرلين وواشنطن”، فإن موقف ميرتس من العلاقة مع الولايات المتحدة قد لا ينسجم مع رؤية ترامب، خاصة في القضايا الدفاعية والسياسات الأوروبية.

 تعزيز الاستقلالية الأوروبية في الدفاع

أكد ميرتس في أولى تصريحاته بعد الفوز أن الأولوية القصوى لديه هي تعزيز القدرات الدفاعية لأوروبا، مشددًا على ضرورة تحقيق الاستقلال عن الولايات المتحدة في هذا المجال.

وأشار إلى أن أوروبا بحاجة إلى العمل على بناء منظومتها الدفاعية الخاصة، لا سيما في ظل تصاعد التوترات بين واشنطن والدول الأوروبية بسبب ملفات مثل الأزمة الأوكرانية وتمويل حلف شمال الأطلسي (الناتو).

 انتقادات للتدخلات الأميركية في الانتخابات

لم يقتصر موقف ميرتس على القضايا الدفاعية فقط، بل امتد إلى انتقاد بعض التدخلات الأميركية في الانتخابات الألمانية.

فقد أعرب عن استيائه من الدور الذي لعبه الملياردير الأميركي إيلون ماسك، الذي يُعتبر من داعمي ترامب، في دعم حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف، المعروف بتوجهاته المؤيدة لموسكو.

واعتبر ميرتس أن هذه التدخلات لا تقل خطورة و”وقاحة” عن أي تدخل خارجي آخر، مشيرًا إلى أن الضغوط التي تواجهها ألمانيا تأتي من اتجاهين متعاكسين، هما الولايات المتحدة وروسيا.

 مستقبل الناتو والعلاقات عبر الأطلسي

فيما يتعلق بحلف الناتو، بدا ميرتس متحفظًا حول مستقبل التحالف في شكله الحالي، مشيرًا إلى أن الأوروبيين قد يضطرون إلى إنشاء قوة دفاعية مستقلة بشكل أسرع مما كان متوقعًا.

كما أعرب عن فضوله لمتابعة تطورات الموقف الأميركي حتى موعد قمة الناتو المقبلة في يونيو، خاصة في ظل تصريحات ترامب الأخيرة التي اعتبرها إشارة إلى تراجع اهتمام الولايات المتحدة بأمن أوروبا.

هنّأ رئيس حلف الناتو، مارك روته، ميرتس على فوزه، مشددًا على أهمية التعاون بين الطرفين في ظل التحديات الأمنية الراهنة.

من جهته، أكد ترامب في منشور على منصة “تروث سوشيال” أن فوز المحافظين في ألمانيا يعكس رغبة الشعب الألماني في التخلص من الأجندات غير المنطقية، خصوصًا في ملفات الطاقة والهجرة.

ويأتي فوز ميرتس في وقت يعاني فيه الاقتصاد الألماني من تحديات كبيرة، إلى جانب انقسامات داخل المجتمع الألماني حول قضايا الهجرة والسياسات الاقتصادية، ما يجعل المرحلة المقبلة حاسمة في تحديد مسار البلاد داخليًا ودوليًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى