أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تعيين دان بونجينو، المعلق السياسي المحافظ والعميل السابق في الخدمة السرية، في منصب نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI).
جاء الإعلان عبر منصة Truth Social، حيث وصف ترامب بونجينو بأنه “رجل يتمتع بحب وشغف هائل لبلاده”، معتبرًا التعيين “خبرًا رائعًا لإنفاذ القانون والعدالة الأمريكية”.
تعزيز سيطرة أنصار ترامب على الـFBI
يأتي تعيين بونجينو ليضع اثنين من أقوى مؤيدي ترامب على رأس أكبر وكالة لإنفاذ القانون الفيدرالية في الولايات المتحدة، مما يثير مخاوف الديمقراطيين بشأن إمكانية استخدام الـFBI لملاحقة خصوم ترامب السياسيين.
بونجينو سيعمل تحت قيادة كاش باتيل، الذي أدى اليمين الدستورية كمدير لمكتب التحقيقات الفيدرالي قبل أيام فقط، والذي تعهد بإجراء تغييرات واسعة في الوكالة، تشمل نقل مئات الموظفين من مقرها في واشنطن، وإعادة التركيز على مكافحة الجريمة التقليدية. ومع ذلك، رفض باتيل الإفصاح عما إذا كان سيستخدم سلطاته لملاحقة معارضي ترامب.
من هو دان بونجينو؟
يبلغ دان بونجينو من العمر 49 عامًا، وسبق له العمل كضابط في شرطة نيويورك بين عامي 1997 و1999 قبل أن ينضم إلى الخدمة السرية الأمريكية، حيث خدم في طاقم الحماية الرئاسي لكل من جورج بوش الابن وباراك أوباما.
بعد تقاعده، تحول إلى العمل الإعلامي، وأصبح شخصية بارزة في الأوساط المحافظة، حيث أطلق برامج تلفزيونية وإذاعية، إلى جانب بودكاست يحمل اسمه يُعد من بين الأكثر استماعًا على منصة Spotify.
كما كان أحد الوجوه البارزة في حركة MAGA المؤيدة لترامب، واشتهر بنشر مزاعم غير صحيحة حول الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
حاول بونجينو دخول المعترك السياسي عبر الترشح لمجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية ماريلاند عام 2012، ثم خاض انتخابات الكونغرس في 2014 و2016 في كل من ماريلاند وفلوريدا بعد انتقاله للولاية الأخيرة عام 2015، لكنه فشل في جميع المحاولات الثلاث.
خلال مقابلة أجراها العام الماضي، وجه بونجينو انتقادات حادة لجهاز الخدمة السرية، واصفًا إياه بـ “المؤسسة الفاشلة”، وطالب ترامب بتشكيل لجنة لإصلاحه، مستشهدًا بمحاولتي اغتيال تعرض لهما الرئيس السابق.
وأشار إلى حادثة شخص شوهد يحمل بندقية بعد أن قضى أيامًا خارج ملعب ترامب للجولف في بالم بيتش، فلوريدا، معتبرًا أنه لم يكن يجب السماح له بالاقتراب من ترامب.
يثير تعيين بونجينو نائبًا لمدير الـFBI تساؤلات كبيرة حول مستقبل الوكالة، ومدى استقلاليتها تحت إدارة شخصين محسوبين على ترامب.
ومن المتوقع أن يواجه مكتب التحقيقات الفيدرالي في الأشهر المقبلة تحديات تتعلق بالتعامل مع المخاوف بشأن استخدامه كأداة سياسية، وهو ما قد يشعل صراعات جديدة في المشهد السياسي الأمريكي.
