أخبار دولية

أوكرانيا ترفض إنشاء صندوق معادن بقيمة 500 مليار دولار للولايات المتحدة

رفضت أوكرانيا طلبًا من الولايات المتحدة بإنشاء صندوق بقيمة 500 مليار دولار، كجزء من اتفاقية تمنح واشنطن حصة في الثروة المعدنية الأوكرانية.

جاء هذا الرفض وفقًا لمصدر مطلع تحدث لوكالة “بلومبرغ”، مشيرًا إلى أن قيمة المساعدات الفعلية التي تلقتها أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي أقل من المبلغ المطلوب تعويضه بنحو خمس مرات، حيث تُقدَّر بأكثر من 90 مليار دولار فقط.

أوضح مصدر آخر أن المحادثات بين الطرفين لا تزال جارية، لكن المفاوضين يحتاجون إلى وقت أطول لإتمام الاتفاق، خاصة مع وجود بعض البنود المثيرة للجدل في المسودة التي اقترحتها الولايات المتحدة. وأكد المصدر أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لم يُظهر استعداده للموافقة على الصفقة، في ظل غياب ضمانات واضحة لاستمرار المساعدات العسكرية والمالية الأمريكية.

 التهديد بقطع شبكة “ستارلينك”

في سياق متصل، نقلت وكالة “رويترز” أن الولايات المتحدة قد تتخذ إجراءات تصعيدية ضد أوكرانيا في حال رفضها الاتفاقية، ومن بينها قطع خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية “ستارلينك”، التي تعتمد عليها كييف بشكل كبير في اتصالاتها العسكرية والمدنية خلال الحرب.

 ضغوط أمريكية ومخاوف من الاستبعاد

يبدو أن الإدارة الأمريكية تمارس ضغوطًا كبيرة على أوكرانيا للموافقة على الصفقة، خاصة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه تدخّل للضغط على زيلينسكي من أجل إتمام الاتفاق.

ويأتي هذا في ظل تصاعد التوترات بين الجانبين، فضلًا عن تزايد القلق في كييف بشأن احتمال استبعادها من أي محادثات سلام مستقبلية، ما قد يؤثر على مصالحها الاستراتيجية.

 طبيعة الاتفاقية ومخاوف الاستعمار الاقتصادي

وفقًا لما نشره وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، في صحيفة “فاينانشال تايمز”، فإن الصفقة المقترحة تتضمن تخصيص إيرادات الحكومة الأوكرانية من الموارد الطبيعية والبنية التحتية والأصول الأخرى لصندوق مخصص لإعادة إعمار أوكرانيا وتنميتها على المدى الطويل، مع منح الولايات المتحدة حقوقًا اقتصادية وإشرافًا إداريًا على الصندوق.

وأوضح بيسنت أن هذا الإجراء يهدف إلى تعزيز الشفافية والمساءلة، وجذب الاستثمارات الخاصة، مؤكدًا أن واشنطن لن تستحوذ على أصول أوكرانية مادية ولن تفرض ديونًا إضافية على كييف.

 اعتراضات أوكرانية على المقترح

ناقش المسؤولون الأوكرانيون هذه الاتفاقية مع المبعوث الأمريكي الخاص، كيث كيلوج، خلال زيارته لكييف مؤخرًا، بعد أن رفض زيلينسكي عرضًا سابقًا من واشنطن مطلع الشهر الجاري.

وتضمن المقترح الأولي تخصيص 50% من عائدات مبيعات التراخيص والمعادن والنفط والغاز والموانئ، ما أثار انتقادات حادة، حيث وصفه البعض بأنه يعيد إلى الأذهان سياسات الاستعمار الاقتصادي في العصور الماضية.

 تصريحات ترامب حول الصفقة

في تصريحات أدلى بها خلال تجمع للمحافظين في “ناشيونال هاربور” بولاية ماريلاند، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة قريبة جدًا من التوصل إلى اتفاق مع كييف حول تقاسم العائدات من الموارد المعدنية الأوكرانية.

وأكد أن بلاده تسعى إلى استرداد مليارات الدولارات التي قدمتها كمساعدات عسكرية لأوكرانيا خلال الحرب ضد روسيا، مشيرًا إلى أن واشنطن تطالب بالحصول على المعادن النادرة أو النفط أو أي موارد أخرى يمكنها تأمينها في إطار هذه الصفقة.

 تداعيات محتملة ومخاوف أوكرانية

يثير هذا الاتفاق المحتمل تساؤلات عديدة حول استقلالية أوكرانيا الاقتصادية في المستقبل، لا سيما في ظل الضغوط المتزايدة التي تمارسها واشنطن عليها.

كما أن غياب الضمانات بشأن استمرار الدعم العسكري والمالي قد يضع كييف في موقف صعب، خاصة مع استمرار الحرب وتداعياتها السياسية والاقتصادية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى