منوعات

تناول الزبادي قد يساعد في الوقاية من سرطان القولون

كشفت دراسة حديثة نُشرت في الولايات المتحدة أن استهلاك وجبتين من الزبادي أسبوعيًا قد يساهم في الحد من خطر الإصابة ببعض أنواع سرطان القولون والمستقيم.

ورغم أن الفوائد الصحية للزبادي وبكتيرياه الحية لطالما كانت موضع جدل بين العلماء، إلا أن هذه الدراسة تقدم دليلًا إضافيًا على تأثيره الإيجابي.

على مدار السنوات الماضية، لم تجد الأبحاث الوبائية ارتباطًا واضحًا بين تناول الزبادي وتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وهو ثالث أكثر أنواع السرطان انتشارًا في العالم وثاني سبب رئيسي للوفيات المرتبطة بالمرض.

لكن عند تقسيم الحالات وفقًا لأنواع الأورام، تبين أن استهلاك الزبادي يرتبط بخفض احتمال الإصابة ببعض الأنواع العدوانية من المرض.

تأثير الزبادي على بكتيريا الأمعاء

أشارت الدراسة، التي تابعت أكثر من 87,000 امرأة و45,000 رجل على مدى ثلاثة عقود، إلى أن الأشخاص الذين تناولوا وجبتين أو أكثر من الزبادي أسبوعيًا كانوا أقل عرضة بنسبة 20% للإصابة بالأورام التي تحتوي على بكتيريا Bifidobacterium ، مقارنة بمن تناولوا أقل من وجبة واحدة شهريًا.

تعيش هذه البكتيريا بشكل طبيعي في الأمعاء والزبادي العادي، لكنها قد تصبح جزءًا من أنسجة الأورام لدى المصابين بسرطان القولون والمستقيم، حيث يُعتقد أنها تلعب دورًا في تطور بعض الأورام العدوانية، خاصة في المناطق القريبة من بداية الأمعاء.

ويرجح العلماء أن تناول الزبادي قد يساعد في إعادة التوازن البكتيري في الأمعاء، مما يحد من تسرب هذه البكتيريا إلى أنسجة القولون، وبالتالي يقلل من فرص نشوء الأورام.

 هل يمكن للطعام أن يكون وقائيًا ضد السرطان؟

تشير الدراسات الأولية إلى أن بكتيريا Bifidobacterium قد تمتلك خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات، كما تساهم في تقوية جهاز المناعة وتعزيز صحة الميكروبيوم المعوي.

ورغم أن نتائج الدراسة تُعد ملاحظةً فقط، إلا أنها تدعم فرضية أن النظام الغذائي قد يؤثر بشكل مباشر على تطور بعض أنواع السرطان.

الباحثون يؤكدون الحاجة إلى مزيد من الدراسات لتوضيح كيفية تأثير استهلاك الزبادي على تكوين الأورام القولونية، خصوصًا وأن سرطان القولون القريب، الذي يصيب الأجزاء العلوية من القناة الهضمية، يتميز بمعدل بقاء أقل وهو في ازدياد ملحوظ.

في دراسة أجريت عام 2021 في جامعة ستانفورد، وُجد أن الأطعمة المخمرة مثل الزبادي يمكن أن تلعب دورًا في تحسين صحة الميكروبيوم والجهاز المناعي لدى البالغين الأصحاء.

هذه النتائج تُعزز الفرضية القائلة بأن الأطعمة قد تعمل كوسيلة وقائية، وهو ما يتطلب مزيدًا من البحث لفهم العلاقة بين النظام الغذائي وسرطان القولون والمستقيم، خاصة بين الفئات العمرية الأصغر سنًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى