الصين تحشد مليارديرات التكنولوجيا لمواجهة الضغوط الأمريكية

في ظل تصاعد التوترات بين واشنطن وبكين، عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ قمة رفيعة المستوى في قاعة الشعب الكبرى، حيث التقى بكبار المسؤولين التنفيذيين من شركات التكنولوجيا الرائدة مثل هواوي، ديب سيك، وبي واي دي.
تأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية الصين لتعزيز مكانتها الاقتصادية والتكنولوجية في مواجهة الضغوط الأمريكية المتزايدة.
خلال الاجتماع، شدد شي على ضرورة تبني الشركات الخاصة للوطنية إلى جانب ريادة الأعمال، مؤكدًا أن الوقت قد حان لتوسيع وتعزيز الأعمال من أجل المساهمة في تحديث الاقتصاد الصيني وحماية مستقبله.
تحول في نهج الصين تجاه القطاع الخاص
على مدى السنوات الماضية، فرضت الحكومة الصينية قيودًا صارمة على شركات التكنولوجيا الكبرى مثل تينسنت وعلي بابا، بما في ذلك غرامات مالية وتشديد الرقابة التنظيمية.
ومع ذلك، يبدو أن بكين تعيد النظر في سياساتها، حيث عاد جاك ما، مؤسس علي بابا، إلى الظهور كشخصية محورية في القمة، مما يعكس تحولًا في تعامل الحكومة مع القطاع الخاص.
توقيت استراتيجي وسط التوترات التجارية
جاء الاجتماع في وقت يهدد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتجديد الحرب التجارية ضد الصين. وبالتزامن مع ذلك، تسعى بكين إلى الاستفادة من الاختراقات التكنولوجية الأخيرة، لا سيما في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، لتعزيز ثقتها الوطنية والرد على القيود الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة.
الشركات الصينية تتصدر المشهد التكنولوجي العالمي
شهدت القمة حضور شخصيات بارزة مثل رين تشنغ فاي من هواوي، ووانغ تشوانفو من بي واي دي، مما يعكس اهتمام الصين بتعزيز قطاعات الاتصالات والمركبات الكهربائية.
ورغم الحظر الذي فرضته الولايات المتحدة على شركة هواوي، إلا أن الأخيرة توسع نفوذها عالميًا، خصوصًا في الأسواق النامية.
في المقابل، تفوقت بي واي دي على تيسلا لتصبح أكبر شركة لتصنيع السيارات الكهربائية في العالم، ما جعلها هدفًا للتعريفات الجمركية الأمريكية والأوروبية.
ترامب والتعريفات الجمركية.. ضغوط جديدة على الصين
فرضت إدارة ترامب رسومًا إضافية بنسبة 10٪ على الواردات الصينية، متذرعة بمخاوف تتعلق بالاتجار غير المشروع بمادة الفنتانيل، إضافة إلى السياسات الاقتصادية الصينية.
ومع ذلك، أشار ترامب إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين، كما فعل في ولايته الأولى.
دور إيلون ماسك في العلاقات الأمريكية الصينية
رغم تصاعد التوترات التجارية، حافظ الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، إيلون ماسك، على علاقات قوية مع بكين، حيث التقى بكل من رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ والرئيس شي جين بينغ.
هذه العلاقة تمنح الصين قناة دبلوماسية غير متوقعة داخل واشنطن، حيث يتمتع ماسك بنفوذ كبير في إدارة ترامب.
استراتيجية الصين: الاعتماد على الذات وتعزيز النفوذ
أكد الرئيس الصيني خلال القمة على أهمية الإنتاج عالي الجودة كجزء من استراتيجية الصين لتعزيز هيمنتها في الصناعات التكنولوجية المتقدمة.
ومع تركيز الولايات المتحدة على تقويض النفوذ الصيني، تسعى بكين إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجالات أشباه الموصلات، الذكاء الاصطناعي، والطاقة الخضراء.
في حين لم تتضح بعد استراتيجية واشنطن طويلة الأمد تجاه بكين، يبدو أن الرئيس الصيني يستفيد من التحولات الجيوسياسية، لا سيما مع تحالف ترامب المحتمل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما قد يمنح الصين فرصة لتعزيز مكانتها الاقتصادية والدبلوماسية عالميًا.