أخبار دولية

إسرائيل تتهم تركيا بدعم حزب الله

في تطور جديد يشير إلى تعقيد المشهد الإقليمي، وجه وزير الخارجية الإسرائيلي، غيدعون ساعر، اتهامات مباشرة لتركيا بالتعاون مع إيران في تهريب الأموال إلى حزب الله.

جاءت هذه التصريحات خلال لقائه مع عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي ومورغان أورتاغوس، مساعدة الممثل الخاص الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، حيث زعم أن طهران كثفت جهودها لإعادة حزب الله إلى السلطة في لبنان، معتمدة على قنوات تهريب متعددة، من بينها تركيا.

 دوافع إسرائيل وراء اتهام تركيا

يرى مراقبون أن هذه الاتهامات الإسرائيلية لا تخرج عن سياق محاولات تل أبيب للحد من الدور التركي في سوريا.

ووفقاً للباحث السياسي مهند حافظ أوغلو، فإن إسرائيل تسعى لمنع أنقرة من تعزيز نفوذها في المنطقة، خاصة في الجنوب السوري حيث تمتلك إسرائيل مصالح أمنية وعسكرية.

وأوضح أوغلو أن تل أبيب ترى في أي توسع تركي تهديداً لمصالحها الاستراتيجية، لاسيما في ظل التوترات المستمرة بين تركيا وإيران.

 العلاقة المعقدة بين تركيا وإيران وحزب الله

على الرغم من الاتهامات الإسرائيلية، يشير المحللون إلى أن تركيا ليست في وارد دعم حزب الله، بل إنها تتخذ موقفاً واضحاً ضد النفوذ الإيراني في سوريا. فأنقرة ترفض بشدة أي محاولات لتعزيز الهيمنة الإيرانية، وترى في الدور الإيراني تهديداً لاستقرار المنطقة.

وفي هذا السياق، أكد أوغلو أن اتهامات إسرائيل تحتاج إلى أدلة واضحة، معتبراً أن هذه التصريحات قد تكون مجرد محاولة للضغط السياسي والإعلامي على أنقرة.

 الأهداف الإسرائيلية في سوريا

من ناحية أخرى، يبدو أن إسرائيل لا تكتفي بمواجهة النفوذ الإيراني في لبنان، بل توسع نطاق عملياتها العسكرية إلى سوريا.

فمنذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، شنت القوات الإسرائيلية عدة غارات جوية استهدفت منشآت عسكرية سورية، بما في ذلك قواعد جوية وبحرية، فضلاً عن تدمير أنظمة دفاع جوي ومخازن صواريخ.

وتشير التقارير إلى أن 80% من القدرات العسكرية السورية قد تعرضت للدمار نتيجة هذه الضربات.

 انعكاسات التصعيد على المشهد الإقليمي

التوتر المتزايد بين إسرائيل وتركيا يضيف بعداً جديداً لتعقيدات الأوضاع في الشرق الأوسط. فبينما تسعى تل أبيب إلى تقويض النفوذ الإيراني في لبنان وسوريا، تحاول أنقرة تعزيز وجودها الإقليمي، مما يجعل المواجهة بين الطرفين احتمالاً قائماً.

كما أن هذه التطورات قد تؤثر على العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة، خصوصاً بعد التغيرات التي شهدتها الإدارة الأميركية مؤخراً.

الاتهامات الإسرائيلية لتركيا بدعم حزب الله تفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول مستقبل التحالفات والتوترات في المنطقة. فهل تسعى إسرائيل إلى خلق مبررات لضرب النفوذ التركي في سوريا؟ أم أن هناك أبعاداً أخرى لهذه الاتهامات تتعلق بحسابات سياسية أوسع؟ ما هو مؤكد أن المرحلة القادمة ستشهد مزيداً من التوتر بين القوى الإقليمية، في ظل استمرار الصراعات والمصالح المتضاربة في الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى