محادثات بين أميركا وروسيا في السعودية: ما وراء اختيار الرياض كموقع للقاء؟

في خطوة دبلوماسية هامة، تتوجه الأنظار إلى العاصمة السعودية الرياض اليوم الثلاثاء، حيث ستعقد محادثات رفيعة المستوى بين المسؤولين الأميركيين والروس.
الهدف من هذه المحادثات هو الدفع بالعلاقات بين موسكو وواشنطن، وتحقيق التقدم في المناقشات المتعلقة بالنزاع الأوكراني تمهيدًا للقمة المنتظرة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب في السعودية.
وتعتبر هذه الاجتماعات مؤشرًا على الدور الكبير الذي تلعبه المملكة في تعزيز الحوار بين القوى الكبرى في العالم.
الرياض: نقطة التقاء للقوى الكبرى
اختيار الرياض كمكان لاستضافة المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا ليس مصادفة. فالسعودية، التي تجمعها علاقات استراتيجية وثيقة مع كل من واشنطن وموسكو، أصبحت لاعبًا محوريًا في السياسة الدولية.
تاريخيًا، تعد السعودية حليفًا للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، وفي الوقت نفسه، حافظت على علاقة متينة مع روسيا، لا سيما في مجال السياسة النفطية. هذه العلاقات المتوازنة تجعل من الرياض وجهة مثالية للتوسط في القضايا العالمية الحساسة.
السعودية وسيط دبلوماسي بين الأطراف المتنازعة
تسعى المملكة إلى دور محايد في الصراع بين روسيا وأوكرانيا، حيث أنها لم تُنحِ جانبًا في النزاع، بل حاولت فتح قنوات للحوار بين الأطراف المتنازعة. استضافت المملكة عدة جولات من المحادثات المتعلقة بالأزمة الأوكرانية، بما في ذلك محادثات في أغسطس 2023 بمشاركة أكثر من 40 دولة، رغم غياب روسيا عنها.
هذا الحياد يعزز من مكانة السعودية كوسيط موثوق، مما يجعلها مكانًا ملائمًا لاستضافة محادثات أميركية-روسية.
التقارب السعودي مع روسيا وأوكرانيا في آن واحد
على الرغم من علاقتها الوثيقة مع روسيا، لم تتخلى السعودية عن علاقتها بأوكرانيا. إذ حافظت على تواصل مع كييف واستقبلت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أكثر من مناسبة، كما حضر قمة الجامعة العربية في جدة في مايو 2023.
هذا التوازن بين دعمها لكلا الطرفين يعكس مهارات السعودية في المناورة بين القوى الكبرى.
دور السعودية في إدارة الأزمات الإقليمية
بالإضافة إلى دورها في الأزمة الأوكرانية، لعبت السعودية دورًا نشطًا في القضايا الإقليمية، أبرزها الحرب في غزة.
استضافت المملكة قمة طارئة بعد تصاعد القتال في أكتوبر 2023، وعززت موقعها كوسيط في النزاعات الإقليمية. كما تستعد لاستضافة قمة مصغرة يوم الجمعة المقبل لمناقشة الرد على اقتراح الرئيس ترامب بخصوص نقل الفلسطينيين من غزة إلى الأردن ومصر.
من المتوقع أن تكون هذه المحادثات تمهيدًا للقمة المرتقبة بين الرئيسين بوتين وترامب في السعودية. تتطلع الرياض إلى الاستمرار في تعزيز مكانتها كوس