أخبار دولية

اجتماع طارئ في باريس لبحث مستقبل السلام في أوكرانيا

عقد زعماء أوروبيون اجتماعًا طارئًا في باريس لمناقشة تعزيز القدرات الدفاعية للقارة الأوروبية، مع التركيز على قضية نشر قوات حفظ السلام في أوكرانيا.

جاء هذا اللقاء بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد أن أجرى نظيره الأميركي السابق دونالد ترامب محادثات سلام ثنائية مع روسيا، مستبعدًا الحلفاء الأوروبيين وأوكرانيا من المفاوضات.

 خلافات حول نشر قوات حفظ السلام

كانت إحدى القضايا الأساسية التي أثيرت خلال الاجتماع هي فكرة نشر قوات أوروبية لحفظ السلام في أوكرانيا. وبينما أبدت بعض الدول، مثل بريطانيا والدنمارك، استعدادًا لمناقشة الفكرة، إلا أن ألمانيا وإيطاليا أبدتا معارضة قوية.

– رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أشار إلى ضرورة التزام الولايات المتحدة أمنيًا قبل إرسال أي قوات أوروبية.

– المستشار الألماني أولاف شولتس شدد على أن أي اتفاق سلام يجب أن يكون بموافقة أوكرانيا، معتبرًا أن الحديث عن نشر قوات ألمانية في الوقت الحالي “غير مناسب تمامًا”.

– رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أبدت تحفظاتها، ووصفت الخطة بأنها معقدة وغير فعالة، مشيرة إلى أن نشر القوات قد يكون غير عملي في السياق الحالي.

إحدى المشكلات الرئيسية التي ناقشها الزعماء الأوروبيون كانت التمويل والتحديات العسكرية لنشر قوات حفظ السلام، إذ إن الجيوش الأوروبية استُنزفت بسبب دعمها المستمر لأوكرانيا منذ بدء الحرب في عام 2022.

كما أن بعض الدول الأوروبية تواجه ضغوطًا مالية تمنعها من تحمل تكاليف الالتزامات العسكرية الموسعة.

 زيادة الإنفاق الدفاعي كبديل

بدلاً من إرسال قوات إلى أوكرانيا، ركز بعض الزعماء، مثل المستشار الألماني شولتس، على ضرورة زيادة الإنفاق العسكري الأوروبي. ودعا إلى تجاوز القيود المالية للاتحاد الأوروبي، مما يسمح للدول بزيادة إنفاقها الدفاعي دون انتهاك قواعد العجز في الميزانية.

 وجهات نظر متباينة حول التهديد الروسي

– رئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن رأت أن التهديد الروسي يمتد إلى أوروبا بأكملها، مما يستدعي تعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا وزيادة ميزانيات الدفاع الوطنية.

– رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك دعا إلى تخفيف القيود المالية داخل الاتحاد الأوروبي للسماح بمزيد من الاستثمارات الدفاعية.

 مستقبل الخطة الأوروبية

رغم الاختلافات، اتفق القادة الأوروبيون على ضرورة دعم أوكرانيا، ولكن لم يتم التوصل إلى توافق نهائي حول نشر قوات حفظ السلام.

لا تزال الدول الأوروبية منقسمة بين ضرورة اتخاذ إجراءات مباشرة على الأرض، وبين التركيز على الدعم العسكري والمالي من دون التدخل العسكري المباشر.

يظل مستقبل خطة حفظ السلام في أوكرانيا غير واضح، خاصة مع استمرار المحادثات الثنائية بين الولايات المتحدة وروسيا، وهو ما يزيد من تعقيد موقف الاتحاد الأوروبي في هذا الملف الشائك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى