
أعلنت وزارة الداخلية التابعة لحركة حماس في بيان لها أن غارة جوية إسرائيلية استهدفت، يوم الأحد، شرق مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، مما أدى إلى استشهاد ثلاثة من أفراد الشرطة.
ووفقًا لوكالة “رويترز” للأنباء، أوضحت وزارة الداخلية التابعة لحماس في بيانها أن أفراد الشرطة كانوا مكلفين بتأمين دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة.
وأضاف البيان: “ندين هذا الجرم، ونطالب الوسطاء والمجتمع الدولي بالضغط على قوات الاحتلال لوقف استهداف قوات الشرطة”.
في المقابل، لم تعلّق القوات الإسرائيلية فورًا على بيان حماس، إلا أنها أكدت أن سلاحها الجوي استهدف “عدداً من المسلحين” في جنوب غزة، زاعمة أنهم كانوا يقتربون من مواقع القوات الإسرائيلية وتم استهدافهم بعد التعرف عليهم كأهداف مشبوهة.
أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن رفض إسرائيل السماح بإدخال المنازل المتنقلة والمعدات الثقيلة إلى القطاع يمثل انتهاكًا صارخًا للالتزامات التي تعهدت بها في اتفاقية الهدنة مع حماس.
ونقلًا عن قناة “الجزيرة”، أوضح المكتب في بيان له عبر “تلغرام” أن “هذا الإعلان يُعد دليلًا واضحًا على فشل إسرائيل في تنفيذ الاتفاق”.
وأضاف أن الفصائل الفلسطينية في غزة أكدت التزامها بالاتفاقية، مشيرًا إلى أن الرفض الإسرائيلي يوضح للعالم من هو الطرف الذي يعرقل تنفيذ الاتفاق.
وطالب البيان الوسطاء الدوليين بالتدخل وممارسة الضغوط على إسرائيل لإجبارها على الوفاء بتعهداتها.
أفادت مصادر سياسية إسرائيلية، وفقًا لما نقلته هيئة البث الإسرائيلية “كان”، بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر، بعد مشاورات أمنية مع المسؤولين مساء السبت، منع دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة.
وجاء هذا القرار تزامنًا مع تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال يوم السبت إن على إسرائيل أن تقرر كيفية التصرف بعد انتهاء المهلة التي منحتها لحماس بشأن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها.
وذكرت “كان”، نقلًا عن مصادرها، أن الرئيس الأمريكي يسعى إلى تعديل الاتفاق مع حماس بحيث يتم الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، وهي قضية لم يُحسم أمرها بعد.
أكدت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، في بيان لها، أن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف أفراد الشرطة وقع في منطقة “الشوكة” شرق رفح.
وأضافت الوزارة أنها تدين هذا الهجوم وتدعو الوسطاء والمجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف استهداف أفراد الشرطة، الذين يعملون على تأمين حياة المواطنين وتنظيم أمورهم اليومية.
أفادت قناة “الجزيرة” بأن هناك إجماعًا بين سكان غزة على أن الجيش الإسرائيلي مهتم فقط باستعادة الأسرى الإسرائيليين، دون الالتزام ببنود اتفاق الهدنة.
وبموجب الاتفاق، كان من المفترض السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، إلا أن تنفيذ ذلك يواجه عقبات مستمرة.
وأفاد مراسلو “الجزيرة” من بيت حانون بأن المدينة، التي يقطنها حوالي 60 ألف شخص، لم يتبقَ فيها سوى مستشفى رئيسي واحد، بعد أن دمرته الغارات الإسرائيلية بالكامل.
وأشار التقرير إلى أن هذا المستشفى أصبح مجرد أنقاض، وحل محله خيام طبية مؤقتة، لكنها غير كافية لتلبية احتياجات آلاف المرضى والمصابين.
ذكرت هيئة البث الإسرائيلية “كان” أن نتنياهو قرر منع دخول المنازل المتنقلة والمعدات الثقيلة إلى غزة، رغم أن اتفاق الهدنة ينص على السماح بدخول 60 ألف منزل متنقل و200 ألف خيمة خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار التي تستمر 42 يومًا.
وأشارت التقارير إلى أن إسرائيل سمحت حتى الآن بدخول 20 ألف خيمة فقط، لكنها منعت دخول أي منازل متنقلة عبر الحدود المصرية.
وفي ظل تبقي أسبوعين فقط على انتهاء المرحلة الأولى من الهدنة، تزداد المخاوف من عدم التزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق كاملًا.