رد مصري حاسم على تلميحات إسرائيلية بضرب السد العالي: «العقاب سيكون من جنس العمل»

أثارت تقارير إعلامية إسرائيلية جدلًا واسعًا بعدما تناولت سيناريو افتراضيًا لهجوم صاروخي يستهدف السد العالي في أسوان، متوقعةً تداعيات كارثية في حال تنفيذه.
ونشر موقع “نزيف” الإسرائيلي، المتخصص في الشؤون العسكرية، تصورًا تخيليًا عن كيفية توجيه ضربات صاروخية قد تتسبب في انهيار جزئي أو كلي للسد، مما يؤدي إلى تدفق كميات هائلة من المياه باتجاه شمال مصر، متسببًا في دمار واسع النطاق يمتد من أسوان إلى القاهرة.
التقرير الافتراضي، الذي تم إعداده باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، أوضح أن الساعات الثلاث الأولى بعد الهجوم ستكون حاسمة، حيث ستجتاح موجات ضخمة من المياه مناطق أسوان والأقصر، مدمرةً البنية التحتية والمنشآت الحيوية، بما في ذلك المنشآت العسكرية والصناعية.
وتوقع السيناريو أن الفيضان سيواصل تقدمه نحو الشمال، مما يؤدي إلى غرق أجزاء واسعة من القاهرة وتعطل شبكة الكهرباء والاتصالات، مع حدوث حالة طوارئ شاملة تشمل نزوحًا جماعيًا للسكان نحو المناطق المرتفعة.
رد مصري قوي: “الجزاء من جنس العمل”
في المقابل، استنكر اللواء أركان حرب أسامة محمود كبير، الخبير العسكري والمستشار في كلية القادة والأركان المصرية، هذه التصريحات واعتبرها “عبثية وغير مسؤولة”، مؤكدًا أنها لا تستحق الاهتمام، مشددًا على أن مصر لن تسمح بحدوث مثل هذا السيناريو تحت أي ظرف.
وأضاف أن الموقع الذي نشر التقرير ليس له ثقل إعلامي ولا يمثل الموقف الرسمي الإسرائيلي، كما أن تل أبيب لن تتجرأ على القيام بمثل هذا الفعل الذي قد يؤدي إلى عواقب كارثية غير متوقعة.
وأشار اللواء كبير إلى أن تصريحات مشابهة ظهرت في عام 2001 عندما أدلى السياسي الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بتصريح مشابه حول إمكانية ضرب السد العالي، لكنه تعرض لهجوم وانتقادات حادة من الصحافة الإسرائيلية، بما في ذلك صحيفتا “هآرتس” و”إسرائيل هايوم”، بالإضافة إلى القناة الثانية الإسرائيلية التي وصفته آنذاك بـ”المراهق السياسي”.
وأكد الخبير العسكري أن الرد المصري على مثل هذه التهديدات لا يكون بالتصريحات فقط، بل يتمثل في جاهزية القوات المسلحة المصرية وقدرتها على الردع، مشيرًا إلى أن “العقاب سيكون من جنس العمل” في حال حدوث أي تهديد فعلي للأمن القومي المصري.
تداعيات كارثية وفقًا للتصور الإسرائيلي
وفقًا للموقع الإسرائيلي، فإن عدد الضحايا المتوقع في هذا السيناريو قد يصل إلى 1.7 مليون شخص في حال وجود تحذيرات مسبقة وإدارة فعالة للأزمة، لكنه قد يرتفع إلى 10.5 مليون قتيل إذا كانت الاستجابة ضعيفة، مما يجعله من بين أسوأ الكوارث البشرية في العصر الحديث.
واعتبر التقرير أن حجم الدمار سيعتمد بشكل أساسي على سرعة استجابة الحكومة المصرية وقدرتها على احتواء الأزمة.
تصعيد إعلامي أم رسالة تهديد؟
ورغم أن التقرير تم تقديمه على أنه سيناريو افتراضي، إلا أن نشره في هذا التوقيت أثار شكوكًا حول نوايا وسائل الإعلام الإسرائيلية، خاصةً في ظل التوتر المتصاعد بين مصر وإسرائيل بسبب الحرب في غزة.
واعتبر العديد من المراقبين أن التقرير يحمل رسالة ضمنية تهدف إلى الضغط على مصر في القضايا الإقليمية، وهو ما أثار غضبًا واسعًا في الأوساط المصرية.
يظل السد العالي رمزًا استراتيجيًا لمصر وأحد أهم المشاريع الوطنية التي لا يمكن المساس بها، ومثل هذه التصريحات – حتى وإن كانت مجرد تصورات نظرية – تثير القلق والتساؤلات حول الغرض الحقيقي من نشرها، خاصةً في ظل الأوضاع المتوترة في المنطقة.