لقاء ترامب ومودي: ما هي التنازلات التي يمكن للبلدين تقديمها لبعضهما البعض؟

قبيل زيارة مودي، قال البيت الأبيض إن الهند فرضت رسوما جمركية مرتفعة على الواردات، وهو ما يعوق المزيد من الصادرات من الولايات المتحدة.

قال المستشار الاقتصادي الرئيسي للرئيس ترامب، كيفن هاسيت، إن الولايات المتحدة تعتقد أنه ينبغي لها فرض تعريفات تجارية مساوية للتعريفات الجمركية التي تفرضها الدول الأخرى على وارداتها، وإذا خفضت الدول الأخرى تلك التعريفات فإن الولايات المتحدة ستخفض تعريفاتها الجمركية بنفس المقدار.

ويقول الدكتور زبير إن الرئيس ترامب يرغب أيضًا في أن يعرب رئيس الوزراء مودي علنًا عن دعمه لقضايا الشرق الأوسط، بما في ذلك إعادة إعمار غزة.

وفي هذا السياق، يقول الدكتور زبير إقبال، الزميل والخبير الاقتصادي في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، إنه على الرغم من أن قضية التعريفات الجمركية تشكل قضية ذات أولوية في التجارة الثنائية، فإنه يبدو من الصعب على واشنطن ونيودلهي اتخاذ خطوات كبرى في وقت واحد.

ويقول إن التعريفات التجارية بين الولايات المتحدة والهند تمت مناقشتها منذ ما يقرب من عقد من الزمان. إن الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة حتى الآن فرضت على منتجات محددة.

أعتقد أنه إذا قامت الهند بتخفيض الرسوم الجمركية على الواردات، فإنها ستفعل ذلك على سلع محددة فقط، لأنه بشكل عام، إذا منحت دولة إعفاءات من الرسوم الجمركية أو التعريفات الجمركية لدولة أخرى، يتعين عليها أن تمتد هذه الفوائد إلى دول أخرى أيضًا”.

وأوضح الدكتور زبير إقبال أنه إذا لم يتم فرض تعريفات جمركية موحدة في التجارة مع جميع الدول فإن ذلك سيكون انتهاكا للقواعد التي وضعتها منظمة التجارة العالمية ويمكن اعتبار مثل هذه الخطوة تمييزية.

“لذا أعتقد أن الولايات المتحدة والهند سوف تضطران إلى التعامل مع قضية التعريفات الجمركية التجارية بشكل مدروس ومتبادل. ولا أعتقد أنه سيكون هناك أي إعلانات كبيرة بشأن هذا الأمر”.

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد إنه ينوي الإعلان عن فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25 بالمئة على جميع واردات الصلب والألومنيوم إلى الولايات المتحدة.

وبحسب وكالة رويترز، فإن هذه الرسوم الجمركية الإضافية سيكون لها تأثير على صادرات منتجات الصلب والألمنيوم من الهند. ”

وقال بي كيه بهاتيا، الأمين العام لاتحاد الصناعات المعدنية الهندية، إن المنتجات الأمريكية الجديدة يمكن أن يكون لها تأثير عميق على الصادرات الهندية، حيث تعد الهند من بين المصدرين الرئيسيين لهذه المنتجات.

يقول المستشار الاقتصادي للرئيس ترامب، كيفين هاسيت، إن إدارة جو بايدن السابقة منحت دولًا أخرى الكثير من الإعفاءات الجمركية والآن يعتزم البيت الأبيض إيقاف الإعفاءات في الوقت المناسب.

وقال مسؤولون هنود، بحسب رويترز، إن الهند تدرس خفض الرسوم الجمركية في ما لا يقل عن اثنتي عشرة قطاعا، من الإلكترونيات إلى الأجهزة الطبية والمواد الكيميائية، لتعزيز الصادرات الأميركية.

وبالإضافة إلى ذلك، تخطط الهند أيضاً لاقتراح زيادة وارداتها من منتجات الطاقة من الولايات المتحدة لمعالجة اختلال التوازن التجاري.

ومع ذلك، وفقا للدكتور زبير إقبال، فإن زيادة واردات الهند من منتجات الطاقة من الولايات المتحدة تعني انخفاض الصادرات من روسيا أو إيران، وهو ما يشكل في حد ذاته قضية استراتيجية كبرى.

أما فيما يتعلق بالمنافسة مع الصين، فيقول الدكتور زبير إقبال إن هذا قد يكون الموضوع الأكثر أهمية في الاجتماع بين ترامب ومودي.

“أعتقد أن السؤال الأكثر أهمية سيكون إلى أي مدى تلتزم الهند بتحالف مناهض للصين مع الولايات المتحدة وإلى أي مدى ستدعم واشنطن ونيودلهي بعضهما البعض ضد الصين. وفي هذه المرحلة، ربما يكون هذا أكثر أهمية من التجارةقضية إعادة المهاجرين الهنود غير الشرعيين

ويعتقد الخبراء أنه إلى جانب التجارة، فإن القضايا المهمة الأخرى ستشمل طرد المواطنين الهنود الذين يعيشون بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة، وجعل المجموعة الرباعية التي تنافس الصين أكثر فعالية، والتعاون في قطاع الدفاع، وتوحيد مواقف الولايات المتحدة والهند بشأن الشؤون العالمية.

وفيما يتعلق بإعادة المواطنين الهنود غير المسجلين مؤخرًا من الولايات المتحدة، تقول السفيرة الهندية السابقة لدى الولايات المتحدة ميرا شانكار إنه من أجل التعامل مع قضايا مثل هذه، تحتاج الهند والولايات المتحدة إلى بناء شراكة على أسس قوية توازن بين التعاون والبراغماتية الحقيقية.

وفي حديثها لقناة CNBC TV18، قالت ميرا شانكار إن هناك حاجة للعمل معًا بشكل بناء بشأن قضايا معقدة مثل عودة المهاجرين غير الشرعيين من الهند. وقال إنه من الضروري توضيح أن إرسال الأفراد غير المسجلين بطريقة أكثر سرية، كما في الماضي، بدلاً من إرسالهم بواسطة طائرات عسكرية، هو الممارسة المفضلة.