تحليل لقاء وزير الخارجية المصري بنظيره الأمريكي: دبلوماسية عادية أم رسالة تحدٍ؟
چودى حسين

وسط الجدل الذي أثارته تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، ورفض مصر القاطع لهذا الطرح، جاء لقاء وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبدالعاطي، مع نظيره الأمريكي، ماركو روبيو، ليعيد تسليط الضوء على موقف القاهرة الثابت في دعم القضية الفلسطينية.
وقد أثارت صورة جمعت الوزيرين اهتمامًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث رأى البعض أنها تعكس موقفًا مصريًا يتسم بالتحدي تجاه الولايات المتحدة وفي هذا السياق، قدمت خبيرة لغة الجسد، الدكتورة رغدة السعيد، تحليلًا للفيديو الذي يوثق اللقاء، مشيرة إلى أن تفسير الصورة قد يختلف تبعًا لعدة عوامل، منها زاوية التصوير والتوقيت الذي تم التقاطها فيه.
وأوضحت السعيد أن بعض التفاصيل، مثل ميل الرأس أو رفعه، قد توحي بالاستعلاء في بعض الأحيان، لكنها قد تكون أيضًا نتيجة لحظة إجهاد طبيعي.
كما أكدت أن الصور التي يتم تداولها تخضع لأسلوب عرض مختلف من جانب كل طرف، حيث يسعى كل طرف إلى إبراز ممثليه في صورة إيجابية وحول المصافحة بين الوزيرين، أشارت السعيد إلى أن اللقاء كان وديًا، ولم يحمل أي إشارات عدائية أو تنافسية. وأضافت أن خطأ بسيطًا حدث أثناء المصافحة، دفع وزير الخارجية الأمريكي إلى وضع يده الأخرى فوق يد الوزير المصري، وهي حركة تُفسَّر عادةً على أنها تعبير عن التقارب، لا عن التحدي.
وفيما يتعلق بتأويلات رفع يد الوزير المصري أثناء المصافحة، أوضحت السعيد أن هناك صورًا أخرى تُظهر العكس تمامًا، مما يعكس الطابع النسبي لتفسير مثل هذه اللقطات. كما لفتت إلى أن الوزير المصري يتميز عادةً بابتسامة طبيعية، لكن عدم التقاطها بشكل كامل في بعض الصور قد يعطي انطباعات مختلفة.
وأضافت أن مقطع الفيديو الكامل للقاء يُظهر أن الوزير المصري كان يضحك بشكل طبيعي ومسترخٍ، بينما بدا نظيره الأمريكي أكثر تحفظًا في تعابيره، وهو ما قد يُفسَّر بطرق مختلفة تبعًا للسياق وزاوية التصوير.
تأثير الجمهور والثقافات المختلفة
وأكدت السعيد أن أي صورة أو فيديو يعتمد في تأثيره على طبيعة الجمهور الذي يتلقاه، فبينما قد يرى المشاهد المصري أو العربي ابتسامة الوزير عبدالعاطي علامة على الثقة والاطمئنان، قد يفسرها المشاهد الأمريكي بشكل مختلف، مثل السخرية أو عدم الالتزام بالبروتوكول الدبلوماسي الرسمي.
وأشارت إلى أن شعوب البحر المتوسط معروفة بتعابير وجهها الواضحة والمباشرة، على عكس بعض الثقافات الأخرى، مثل الثقافة الأمريكية، التي تعتمد على “البوكر فيس” أو الوجه المحايد، وهو ما قد يؤدي إلى سوء فهم في بعض الأحيان تؤكد السعيد على ضرورة عدم الاعتماد على الصور الثابتة وحدها عند تحليل مثل هذه اللقاءات، بل يجب متابعة الفيديوهات الكاملة لفهم السياق العام.
وفي النهاية، يبقى تفسير المشهد نسبيًا، يختلف باختلاف الخلفيات الثقافية والانطباعات الشخصية.