
أعلنت شركة بريطانية تُدعى “ديب” عن مشروع لإنشاء قاعدة تحت الماء تتيح إمكانية الحياة البشرية لفترات طويلة، من المتوقع أن تكون هذه القاعدة على عمق يصل إلى 200 متر تحت سطح البحر.
ووفقًا لموقع NDTV، فإن هذه القاعدة ستكون قادرة على استيعاب ستة أشخاص أو أكثر، مما يمثل خطوة نحو تحويل الإنسان إلى كائن قادر على العيش تحت الماء، حيث ستكون هذه المرة الأولى التي يبدأ فيها البشر في الإقامة المستمرة تحت سطح البحر.
تقع شركة ديب في مقاطعة غلوسترشير البريطانية، بالقرب من مقاطعة ويلز، وتُشبّه مشروعها بمحطة الفضاء الدولية، معتبرةً أن مهمتها هي تمهيد الطريق لجعل الحياة البشرية تحت البحر ممكنة.
ونظرًا لأن المحيطات تغطي ثلثي سطح الأرض وتُعد مصدرًا رئيسيًا للأكسجين، فإن هذا المشروع سيوفر فرصة لاستكشاف أجزاء من المحيط لا يزال البشر يعرفون عنها القليل، تمامًا كما ساهمت أبحاث الفضاء في اكتشافات جديدة.
وأكدت شركة ديب أن هدفها هو إنشاء قاعدة تحت الماء يمكن للبشر العيش فيها بحلول عام 2027.
وأضافت الشركة أن هناك عدة أسباب تدفع البشر للبقاء تحت الماء لمدة شهر، على الرغم من التحديات الكبيرة التي يفرضها ذلك، إذ يمكن لهذا المشروع أن يسهم في البحث العلمي، واستكشاف حطام السفن الغارقة، وكذلك تسهيل عمليات الإنقاذ في حالات الطوارئ.
وأوضحت الشركة أن “العيش تحت الماء ممكن، لأن البشر يقيمون بالفعل في الفضاء منذ سنوات رغم عدم توفر الأكسجين هناك”.
تتمثل إحدى العقبات الرئيسية في الضغط العالي تحت الماء، حيث قد يؤدي الصعود السريع إلى السطح إلى الإصابة بمرض الغواصين المعروف باسم “دي بيندز”.
وفي هذا السياق، أوضح “دون كيرناجس”، مدير الأبحاث العلمية لدى ديب، أنه “عندما يبقى الغواص لفترة طويلة في عمق معين، فإن جسمه يمتص الغازات الذائبة بالكامل تحت تأثير الضغط”.
وأضاف: “هذا يعني أن الجسم قد امتص جميع الغازات المذابة وفقًا لمستوى الضغط في تلك البيئة”.
وتابع: “حتى بعد انتهاء المهمة، يجب على الغواص المرور بعملية تخفيف الضغط (دي كومبريشن) عند الصعود ببطء إلى السطح، وذلك للسماح للغازات بالخروج تدريجيًا وتقليل مخاطر الإصابة بمرض الغواصين”.
وأكدت شركة ديب أيضًا أن “البشر تمكنوا سابقًا من العيش لفترات طويلة في الغواصات، وبالتالي فإن العيش تحت الماء ليس مستحيلًا تمامًا”.