السيسي يدعو لإعمار غزة دون تهجير سكانها وسط خلاف مع واشنطن

أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، يوم الثلاثاء، ضرورة البدء في عمليات إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير سكانه، في ظل تصاعد الخلاف مع الولايات المتحدة بشأن مستقبل القطاع وسكانه الفلسطينيين.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين السيسي ورئيسة وزراء الدنمارك، ميته فريدريكسن، حيث شدد على ضرورة توفير حياة كريمة ومستقرة للفلسطينيين داخل أراضيهم دون المساس بحقوقهم.
وأشار بيان صادر عن الرئاسة المصرية إلى أن القاهرة تدعم جهود إعادة الإعمار بما يضمن “جعل غزة قابلة للحياة” دون تهجير قسري، وهو ما يتعارض مع الطروحات الأمريكية بشأن نقل السكان إلى دول مجاورة.
ترامب متمسك بخطته لتهجير الفلسطينيين
في المقابل، جدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تمسكه بخطة تهجير سكان غزة بشكل دائم إلى دول أخرى، مشددًا على أن الفلسطينيين لن يعودوا إلى القطاع بعد مغادرتهم.
ووفقًا لما قاله في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، فإن الولايات المتحدة ستعمل على توفير مساكن دائمة لهم خارج غزة، دون تحديد الدول التي ستستضيفهم.
وأوضح ترامب أن بعض الفلسطينيين يرغبون في مغادرة القطاع بحثًا عن حياة أفضل، وأن خطته تهدف إلى منحهم أماكن إقامة دائمة خارج غزة. كما أشار إلى أن سكان القطاع تعرضوا “لاضطهاد ومعاملة سيئة” ويرغبون في الرحيل إذا توفرت لهم بدائل مناسبة.
تهديدات أمريكية بقطع المساعدات
ترافق الموقف الأمريكي مع تهديدات صريحة بقطع المساعدات عن الدول التي ترفض استقبال الفلسطينيين المرحلين.
وخلال توقيعه أوامر تنفيذية في البيت الأبيض، لم يستبعد ترامب قطع المساعدات عن مصر والأردن إذا رفضتا استضافة الفلسطينيين النازحين من غزة.
وقال ترامب للصحفيين: “إذا لم يوافقوا (على استقبال الفلسطينيين)، فمن الممكن أن نوقف المساعدات”، مضيفًا أن إدارته تحدثت إلى “الكثير من الفلسطينيين” الذين يرغبون في مغادرة القطاع ولكن لم يُعرض عليهم أي بديل بعد.
إسرائيل والهدنة الهشة في غزة
على صعيد آخر، هدد ترامب إسرائيل بإلغاء اتفاق وقف إطلاق النار إذا لم تفرج حركة حماس عن جميع الرهائن الإسرائيليين بحلول ظهر السبت المقبل.
وأكد أن تل أبيب لديها “الحق في إلغاء الهدنة” إذا لم تتم الاستجابة لهذا المطلب، مما يعكس تصاعد الضغوط الأمريكية على الأطراف المعنية بالصراع.
ويأتي هذا في ظل توتر مستمر بشأن ملف تبادل الأسرى والمساعدات الإنسانية، حيث ترفض إسرائيل تقديم أي تنازلات دون استعادة جميع رهائنها، بينما تؤكد حماس أنها لن تفرج عن المزيد دون وقف كامل للعدوان الإسرائيلي على غزة.
موقف مصر والدول العربية من خطة التهجير
تتخذ مصر موقفًا حاسمًا ضد أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من غزة، معتبرة أن الحل يكمن في دعم الفلسطينيين داخل أراضيهم وليس في تهجيرهم. وسبق أن أعلنت القاهرة رفضها القاطع لأي مشاريع تهدف إلى إعادة رسم الخريطة السكانية للقطاع، مؤكدة أن الحل الوحيد يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
كما يُتوقع أن يكون ملف تهجير الفلسطينيين محورًا رئيسيًا في القمة العربية الطارئة التي تستضيفها مصر في 27 فبراير الجاري، والتي ستناقش تطورات القضية الفلسطينية والتدخلات الدولية في مستقبل غزة.