كشف الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، في مقابلة بُثّت اليوم الاثنين، أن آلاف المتطوعين انضموا إلى الجيش السوري الجديد عقب الإطاحة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد وحلّ جيشه وأجهزته الأمنية.
وأكد الشرع أنه اختار التجنيد الطوعي بدلاً من الإجباري، مشيرًا إلى أن الإقبال الكبير على الانضمام للقوات الجديدة يعكس رغبة السوريين في بناء جيش وطني جديد يتماشى مع المرحلة الانتقالية.
التجنيد الإجباري.. كابوس النظام السابق
خلال حديثه في مدونة صوتية “بودكاست” مع أليستر كامبل، المتحدث السابق باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، وروري ستيوارت، الوزير البريطاني المحافظ السابق، أوضح الشرع أن التجنيد الإجباري كان أحد الأسباب الرئيسية وراء هروب الشباب السوريين إلى الخارج، حيث اعتبره الكثيرون بمثابة كابوس مستمر منذ اندلاع النزاع عام 2011. وأضاف أن هذا النظام العسكري السابق كان هاجسًا مرعبًا للسوريين، ما دفع العديد منهم إلى الفرار هربًا من الخدمة الإلزامية.
نزاع طويل.. وسوريا أمام مرحلة جديدة
منذ اندلاع الأزمة السورية قبل أكثر من عقد، تسبب الصراع في مقتل أكثر من نصف مليون شخص، وأدى إلى تشريد ملايين السوريين داخل البلاد وخارجها. واليوم، ومع بدء مرحلة انتقالية بقيادة حكومة جديدة، تسعى سوريا إلى إعادة بناء مؤسساتها الأمنية والعسكرية على أسس جديدة، تعتمد على التطوع والانضباط الوطني بدلًا من القسر والإجبار.
تحديات أمام الجيش السوري الجديد
رغم الاستجابة الواسعة للتجنيد الطوعي، يواجه الجيش السوري الجديد تحديات كبيرة، أبرزها:
– إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية بعد حلّ الجيش السابق.
– كسب ثقة المواطنين الذين عانوا من الممارسات القمعية للنظام السابق.
– توفير التدريب والتجهيزات اللازمة لضمان جاهزية القوات الجديدة.
– التعامل مع التوترات الداخلية والخارجية في ظل الأوضاع غير المستقرة بالمنطقة.
مع انضمام آلاف السوريين طوعًا للجيش الجديد، يبدو أن البلاد تسير نحو مرحلة جديدة تهدف إلى تحقيق الاستقرار وبناء مؤسسات حديثة تستند إلى مبدأ الخدمة الوطنية الطوعية.
لكن يبقى السؤال الأهم: هل سينجح الجيش السوري الجديد في تجاوز إرث الماضي وفتح صفحة جديدة لسوريا؟ الأيام القادمة ستكشف الكثير عن مستقبل البلاد واتجاهاتها في ظل التحولات الحالية.
