تصاعد التوتر بين مصر وإسرائيل.. معركة إلكترونية وتهديدات متبادلة

شهدت منصات التواصل الاجتماعي، ولا سيما منصة “إكس”، تصعيدًا لافتًا بين مغردين مصريين وإسرائيليين خلال الساعات الماضية.
بدأت هذه المواجهة بعد أن نشر صانع المحتوى المصري، محمد نور، تغريدة أثارت ردود فعل قوية من الجانب الإسرائيلي، حيث هدد فيها بأن الشعب المصري يقف خلف جيشه، ومستعد لخوض القتال إذا حاولت إسرائيل تهجير الفلسطينيين أو الاقتراب من سيناء.
تفاعل عشرات الحسابات الإسرائيلية مع هذه التغريدة، واندلعت موجة من التغريدات المتبادلة التي حملت تهديدات صريحة لمصر وشعبها وجيشها، مستندة إلى تذكيرات بأحداث حرب 1967، والحديث عن سيناريوهات تصعيدية تشمل الضغط الاقتصادي وحتى التدخل العسكري.
ردود فعل إسرائيلية وتصريحات متطرفة
من بين الردود الإسرائيلية، برزت تغريدة لمستخدم يُدعى “سجافاك بوتنسكي”، الذي أكد أنه رغم إيمانه بالسلام، فإن أي هجوم مصري على إسرائيل سيؤدي إلى “تحويل القاهرة إلى جباليا، وسيناء إلى محور شائك”، في إشارة إلى العواقب الوخيمة التي يتوقعها في حال حدوث مواجهة عسكرية.
كما شهدت التفاعلات تهديدات إسرائيلية تتعلق بمياه نهر النيل وفرض عقوبات دولية على مصر، إلى جانب تلميحات بإمكانية فرض حصار اقتصادي، مما يعكس تصعيدًا في الخطاب السياسي الإسرائيلي تجاه القاهرة.
محمد نور يوضح موقفه
في مقابلة تلفزيونية مع قناة “صدى البلد”، أكد محمد نور أنه فوجئ بحجم الردود الإسرائيلية على تغريدته، موضحًا أنه تلقى تهديدات مباشرة من حسابات تابعة لشخصيات بارزة في إسرائيل، بما في ذلك موظفون بمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأعضاء في الكنيست وقادة عسكريون.
وأشار نور إلى أنه وجّه رسالة باللغة العبرية إلى الإسرائيليين، يحذرهم فيها من خطورة التوجه نحو تهجير الفلسطينيين، مشددًا على أن أي تحرك في هذا الاتجاه سيؤدي إلى تصعيد كبير في المنطقة.
اختراق مزعوم للقناة 14 الإسرائيلية
وسط تصاعد هذا التوتر الإلكتروني، انتشر مقطع فيديو يدّعي أن القناة 14 الإسرائيلية تعرضت للاختراق من قبل هاكر مصري يُدعى أحمد عثمان. وظهر في الفيديو علم مصر مع عزف النشيد الوطني، بالإضافة إلى رسالة مكتوبة على الشاشة تفيد برفض تهجير سكان غزة.
إلا أنه بعد التدقيق، تبيّن أن الفيديو غير حقيقي، حيث لم يتم تأكيد أي عملية اختراق رسمية للقناة الإسرائيلية، ما يشير إلى أن المقطع كان جزءًا من التفاعل الإلكتروني الحاد بين الطرفين.
خلفيات التوتر بين مصر وإسرائيل
تأتي هذه المواجهة الإلكترونية في سياق توتر متزايد بين مصر وإسرائيل، خاصة بعد التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصف فكرة نقل الفلسطينيين من قطاع غزة، التي طرحها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بأنها “جيدة وجديدة”.
كما اتهم نتنياهو مصر بمحاصرة الفلسطينيين ومنعهم من السفر تحت شعار “عدم التهجير”، وهو ما أثار استياءً واسعًا في القاهرة، حيث تؤكد مصر موقفها الرافض لأي خطط لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وتدعو إلى حل سياسي شامل يحفظ حقوقهم المشروعة.
تعكس هذه المعركة الإلكترونية مدى حساسية الوضع بين مصر وإسرائيل، حيث لم يعد التوتر مقتصرًا على الدبلوماسية التقليدية، بل امتد إلى ساحات وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت ميدانًا جديدًا للصراع السياسي والإعلامي.
وفي ظل استمرار التوتر بين البلدين، تبقى الأوضاع مفتوحة على احتمالات عدة، خاصة مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية، والرفض المصري القاطع لأي خطط تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم.