إسرائيل تستهدف نفقًا لتهريب الأسلحة بين سوريا ولبنان في ضربة جديدة لحزب الله

في تطور جديد للتصعيد العسكري بين إسرائيل وحزب الله، شنّت القوات الإسرائيلية غارة جوية استهدفت نفقًا تحت الأرض يمتد من سوريا إلى لبنان، قالت إنه كان يُستخدم لنقل الأسلحة إلى الحزب.
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي أن “طائرات حربية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي أغارت على النفق بتوجيه استخباري دقيق”، مشيرًا إلى أن الضربة تأتي ضمن سلسلة عمليات تهدف إلى تقويض قدرات حزب الله العسكرية.
استهداف مواقع ومنصات صاروخية لحزب الله
إلى جانب استهداف النفق، شنت الطائرات الإسرائيلية عدة ضربات جوية أخرى على مواقع تابعة لحزب الله، ادّعت أنها تحتوي على أسلحة ومنصات صاروخية تشكل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل.
وجاءت هذه الهجمات بعد يوم واحد من قصف إسرائيلي طال مناطق حدودية بين سوريا ولبنان، حيث أفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن الغارات استهدفت معبر “قلد السبع” ومنشآت في منطقة الزكبة وبلدة سهلات الماء.
تواصل الضربات رغم الهدنة المؤقتة
وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي، إلا أن العمليات العسكرية لم تتوقف بشكل كامل.
حيث تواصل إسرائيل تنفيذ ضربات جوية داخل لبنان وسوريا، متهمة حزب الله بانتهاك الهدنة وإعادة تسليح قواته.
وينص الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في غضون 60 يومًا، مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة وجودهما في المنطقة، إلا أن إسرائيل أعلنت أنها لن تلتزم بهذه المهلة، مما أدى إلى تمديد الاتفاق حتى 18 فبراير الجاري.
تصاعد التوترات والضربات الجوية في سوريا
لم تقتصر الهجمات الإسرائيلية على لبنان فقط، بل امتدت إلى الأراضي السورية أيضًا.
حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن غارات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية في مطار خلخلة بمحافظة السويداء، كما قصفت طائرات مسيّرة مستودعات ذخيرة قرب مدينة إنخل في محافظة درعا.
وتأتي هذه الضربات ضمن استراتيجية إسرائيلية مستمرة منذ عام 2011، تستهدف مواقع عسكرية مرتبطة بإيران في سوريا، لمنع نقل الأسلحة إلى حزب الله.
التداعيات المحتملة والتوترات الإقليمية
مع استمرار العمليات العسكرية المتبادلة، تزداد المخاوف من تصعيد أوسع في المنطقة، خصوصًا مع عدم التزام إسرائيل بالمهلة المحددة لانسحاب قواتها، وتصعيد حزب الله لتحركاته العسكرية في الجنوب اللبناني.
كما أن الضربات الإسرائيلية المستمرة في سوريا تزيد من تعقيد المشهد الإقليمي، خاصةً مع استمرار التوترات بين إسرائيل وإيران على عدة جبهات.
يترقب المجتمع الدولي تطورات المشهد في الأسابيع القادمة، حيث ستكون الفترة المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كانت الأطراف المعنية ستلتزم بوقف التصعيد، أم أن الأوضاع ستتجه نحو مواجهة عسكرية أشد.