الصين ترد على الرسوم الأمريكية بإجراءات مماثلة
أعلنت الصين، اليوم الثلاثاء، فرض رسوم جمركية جديدة على بعض الواردات الأمريكية، في خطوة تعكس تصاعد النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الرسوم الجديدة ستصل إلى 15% على واردات الفحم والغاز الطبيعي المسال، بينما ستُفرض رسوم بنسبة 10% على النفط الخام والآلات الزراعية والمركبات الكبيرة والشاحنات الصغيرة القادمة من الولايات المتحدة.
ومن المقرر أن تدخل هذه الإجراءات حيز التنفيذ يوم الاثنين المقبل، في رد مباشر على فرض واشنطن رسومًا جمركية بنسبة 10% على السلع الصينية.
دخلت الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة، التي تبلغ نسبتها 10%، حيز التنفيذ اليوم الثلاثاء، مما ينذر بموجة جديدة من التصعيد التجاري بين البلدين. وجاء هذا القرار بعد أن اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصين بعدم اتخاذ إجراءات كافية لوقف تدفق المخدرات غير المشروعة، وخاصة الفنتانيل، إلى الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من تعليق ترامب تهديده بفرض رسوم إضافية بنسبة 25% على المكسيك وكندا، لم تحظَ الصين بأي استثناء، مما يعكس استمرار النهج الأمريكي المتشدد تجاهها.
تاريخ طويل من النزاع التجاري بين البلدين
منذ بداية ولايته الأولى في عام 2018، خاض ترامب حربًا تجارية شرسة مع الصين، استمرت لمدة عامين بسبب العجز التجاري الكبير لصالح بكين.
وخلال هذه الفترة، فرضت الولايات المتحدة والصين رسومًا جمركية متبادلة على سلع بمئات المليارات من الدولارات، مما أدى إلى اضطراب سلاسل التوريد العالمية وإلحاق أضرار كبيرة بالاقتصاد العالمي.
وفي محاولة لإنهاء الحرب التجارية، وافقت الصين عام 2020 على زيادة مشترياتها من السلع الأمريكية بقيمة 200 مليار دولار سنويًا، لكن جائحة كوفيد-19 تسببت في إخلال الصين بهذا الالتزام، مما أدى إلى تفاقم العجز التجاري السنوي ليصل إلى 361 مليار دولار لصالح بكين.
توقعات بتصعيد إضافي وتهديدات بزيادة الرسوم
تشير التوقعات إلى أن الحرب التجارية قد تشهد تصعيدًا إضافيًا خلال الفترة المقبلة. وذكرت مؤسسة “أكسفورد إيكونوميكس” في مذكرة تحليلية أن المرحلة الحالية ما زالت في بداياتها، مما يزيد من احتمالية فرض المزيد من الرسوم الجمركية.
من جانبه، هدد ترامب بزيادة الرسوم على الصين إذا لم تتخذ إجراءات صارمة لوقف تصدير الفنتانيل إلى الولايات المتحدة، حيث قال: “نأمل أن تتوقف الصين عن إرسال الفنتانيل إلينا، وإذا لم تفعل ذلك، فإن الرسوم الجمركية سترتفع بشكل كبير”.
موقف الصين وإمكانية اللجوء لمنظمة التجارة العالمية
في المقابل، ردت الصين على هذه الاتهامات بتحميل الولايات المتحدة المسؤولية عن أزمة الفنتانيل، مشيرة إلى أنها ستتقدم بشكوى ضد الرسوم الأمريكية أمام منظمة التجارة العالمية.
كما أكدت أنها ستتخذ تدابير مضادة أخرى، لكنها في الوقت نفسه لم تغلق باب الحوار، ما يترك المجال مفتوحًا أمام احتمالية المفاوضات بين البلدين لتخفيف حدة التوترات.
من المتوقع أن تؤثر هذه التوترات التجارية بشكل سلبي على الاقتصاد العالمي، حيث إن استمرار تبادل الرسوم الجمركية بين الصين والولايات المتحدة يهدد بعرقلة التجارة الدولية ويؤثر على معدلات النمو الاقتصادي في كلا البلدين.
وبينما تسعى كل من بكين وواشنطن إلى تعزيز مواقفهما التفاوضية، فإن الشركات والمستهلكين على الجانبين قد يكونون الأكثر تضررًا من هذا النزاع المستمر.