الجيش السوداني يواصل تقدمه نحو الخرطوم ويحاصر شرق النيل
في خطوة تعكس التقدم المستمر للجيش السوداني في العاصمة، وصلت قواته خلال الساعات الماضية إلى الأجزاء الجنوبية الشرقية من ولاية الخرطوم، قادمة من ولاية الجزيرة.
وشهدت منطقة العيلفون، الواقعة جنوب شرقي الخرطوم، تحركات عسكرية مكثفة، حيث توافدت آليات الجيش في طريقها إلى مواقع جديدة في العاصمة.
وفقًا لمصادر مطلعة، فإن الجيش يستعد لفرض حصار على منطقة شرق النيل، التي تعتبر من أبرز معاقل قوات الدعم السريع في الخرطوم.
وتأتي هذه الخطوة كجزء من استراتيجية عسكرية تهدف إلى تضييق الخناق على قوات الدعم السريع قبل التوغل في عمق المدينة، مما قد يشكل ضغطًا كبيرًا على مواقعها الدفاعية.
تقدم الجيش في ولاية الجزيرة
على الجبهة الغربية، يواصل الجيش تقدمه داخل ولاية الجزيرة، متجهًا من الجنوب نحو الشمال. وقد تمكنت القوات من السيطرة على عشرات القرى والبلدات في محليتي الحصاحيصا والكاملين، مما عزز موقفها العسكري في المنطقة.
وتشير التطورات إلى أن الجيش يقترب من مدينة الكاملين، التي تعد من المواقع الاستراتيجية القريبة من الخرطوم.
ضغوط متزايدة على الدعم السريع عبر جبل الأولياء
بالتزامن مع التقدم في الجزيرة، تتحرك قوات الجيش من ولاية النيل الأبيض ومنطقة المناقل في مسار آخر بهدف تشديد الخناق على الدعم السريع.
ويُتوقع أن يؤدي هذا التقدم إلى تهديد المنفذ البري الوحيد لقوات الدعم السريع عبر طريق جبل الأولياء، الذي يربطها بجنوب وغرب الخرطوم، مما قد يضعف قدرتها على المناورة والإمداد.
تصاعد العمليات العسكرية في الخرطوم
يرى مراقبون أن الخرطوم قد تتحول إلى منطقة اشتباكات نشطة إذا تمكنت قوات الجيش من التوغل أكثر في العاصمة والاشتباك المباشر مع الدعم السريع. وكانت القوات المسلحة بقيادة عبد الفتاح البرهان قد استعادت قبل نحو أسبوعين مقر القيادة العامة في الخرطوم، بعد أن كانت تحت سيطرة الدعم السريع منذ أغسطس 2023.
كما تمكنت سابقًا من فك الحصار عن مصفاة الجيلي النفطية واستعادة مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة.
الأزمة الإنسانية تتفاقم
منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023، شهد السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث.
فقد أسفرت المعارك عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون شخص، بينما يواجه الملايين خطر المجاعة في ظل تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية. ومع استمرار العمليات العسكرية، تتزايد المخاوف من تفاقم الأزمة، مما يجعل الحاجة إلى حلول سياسية وإنسانية أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.