انتشار آليات عسكرية مصرية في شمال سيناء وسط تصاعد التوترات بشأن غزة

شهدت شمال سيناء خلال الأيام الماضية انتشارًا لمشاهد تُظهر دبابات وآليات عسكرية مصرية بالقرب من منطقة رفح الحدودية مع قطاع غزة.

وتناقل العديد من المصريين مقاطع فيديو لهذه التحركات العسكرية، التي تأتي وسط تصاعد الحديث الأميركي حول إمكانية نقل سكان غزة إلى سيناء، وهو ما ترفضه مصر بشكل قاطع.

لم تكن هذه التحركات مفاجئة، إذ كان الجيش المصري قد أرسل تعزيزات عسكرية إلى المنطقة الحدودية منذ عدة أشهر، وذلك عقب اندلاع الحرب في غزة.

وتهدف هذه التعزيزات إلى تأمين الحدود المصرية ومنع أي تداعيات أمنية قد تنجم عن الصراع الدائر في القطاع.

إعادة فتح معبر رفح رغم التوترات

تزامنت هذه التطورات مع إعادة فتح معبر رفح الأسبوع الماضي، وهو المعبر الذي احتلته إسرائيل في مايو الماضي.

ويأتي ذلك تنفيذًا لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، ما سمح بعودة العمل في المعبر وتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

رغم اتفاق الهدنة، لا تزال القوات الإسرائيلية متواجدة في محور فيلادلفي، المعروف أيضًا بمحور صلاح الدين، وهو الشريط الحدودي الذي يمتد بطول 14.5 كيلومتر بين غزة وسيناء.

وعلى الرغم من أن الاتفاق ينص على انسحاب إسرائيل من الممر بعد إطلاق سراح آخر محتجز إسرائيلي ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق، فإن بعض المسؤولين الإسرائيليين ألمحوا إلى إمكانية عدم تنفيذ هذا الانسحاب.

 أهمية محور صلاح الدين في الاتفاقات الدولية

يعتبر محور صلاح الدين منطقة استراتيجية عازلة بين مصر وقطاع غزة، ووفقًا لاتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979، فإن هذا الممر له وضع خاص فيما يتعلق بالانتشار العسكري. واستمرار السيطرة الإسرائيلية عليه قد يؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة، خصوصًا في ظل الجدل القائم حول مستقبل الوضع الأمني في غزة بعد الحرب.

 الموقف المصري الحازم من مقترحات التهجير

تأتي هذه التحركات العسكرية المصرية في وقت ترفض فيه القاهرة بشدة أي محاولات أو مقترحات لنقل سكان غزة إلى سيناء، مؤكدة التزامها الكامل بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني. وتشير التحركات الأخيرة إلى استعداد مصر لأي تطورات قد تطرأ على الساحة الإقليمية، وسط حالة من الترقب حول مستقبل التهدئة في غزة والحدود المصرية.