أظهرت دراسة طبية حديثة أن مرض تراكم الدهون في الكبد، الذي كان في الماضي يصيب كبار السن أو الأشخاص في منتصف العمر بشكل أكبر، أصبح الآن منتشرًا بين الشباب.
في الواقع، هناك زيادة مقلقة في نسبة هذا المرض بين الأشخاص الشباب.
يعد مرض تراكم الدهون في الكبد مرضًا مزمنًا يعاني منه ملايين الأشخاص حول العالم. في هذا المرض، يبدأ الكبد بتخزين كميات كبيرة من الدهون، وإذا لم يُعالج، يمكن أن يؤدي إلى توقف وظائفه.
نتيجة لهذا المرض، يزداد خطر الإصابة بأمراض الأيض مثل مرض السكري من النوع الثاني والسمنة. عادةً ما يُطلق عليه مرض الكبد الدهني غير الكحولي، وهو أكثر أنواع أمراض الكبد شيوعًا.
في معظم المرضى، لا تظهر أي أعراض في المراحل المبكرة من المرض، وإذا لم يتم معالجته، فإن خطر الإصابة بسرطان الكبد يزداد.
تكشف دراسة طبية أُجريت في أستراليا عن أن التعرض المستمر لمستويات منخفضة من تلوث الهواء الناتج عن حركة المرور يمكن أن يؤدي إلى تلف الكبد وزيادة خطر الإصابة بمرض تراكم الدهون في الكبد. أُجريت التجارب على الفئران التي تم تعريضها لدخان منخفض المستوى من حركة المرور لفترة طويلة.
خلال التجارب، تم ملاحظة علامات الالتهاب ومضاعفات الكبد في الفئران خلال الأسابيع الرابعة والثامنة والـ12.
ووفقًا للدراسة، تتجمع خلايا المناعة في الكبد بسبب الجسيمات الصغيرة الموجودة في التلوث الهوائي، مما يزيد الالتهاب ويؤدي إلى تلف الأنسجة.
كما أوضحت الدراسة أن هذا التلوث يحفز عملية تراكم الدهون في الكبد ويزيد من كمية الدهون الضارة، بينما يبدأ الكبد في تخزين كميات أقل من السكر للطاقة.
أشار الباحثون إلى أن التلوث الهوائي ليس فقط ضارًا بالرئتين، بل يمكن أن يؤثر أيضًا على أعضاء أخرى، بما في ذلك الكبد.
أكد الباحثون أن الكبد مهم للغاية لعملية الأيض في الجسم، حيث ينظف السموم من الجسم، ويضبط مستويات السكر في الدم، ويؤدي العديد من الوظائف الأخرى الهامة. وإذا لم يعمل الكبد بشكل صحيح، يشعر الشخص بالإرهاق وغالبًا ما يعاني من التعب.
وأشاروا إلى أن الجسيمات الدقيقة الموجودة في تلوث الهواء، عندما يتم استنشاقها، تدخل مجرى الدم وتصل إلى الكبد حيث تتجمع المواد السامة.
وفقًا للدراسة، يعاني حوالي ثلث سكان أستراليا من مرض تراكم الدهون في الكبد، وهذا المرض شائع بشكل خاص بين الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو مرضى السكري.
وقال الباحثون إن عوامل نمط الحياة مثل النظام الغذائي غير السليم، قلة ممارسة الرياضة، وتعاطي الكحول تزيد من خطر الإصابة بالمرض، لكن دراستهم تشير إلى أن التلوث الهوائي قد يزيد من خطر الإصابة به أيضًا.
للحماية من الأضرار التي قد يتسبب فيها تلوث الهواء للكبد، أوصى الباحثون باستخدام أقنعة الوجه أو تجنب الأماكن ذات حركة المرور الكثيفة.
تم نشر نتائج هذه الدراسة في مجلة “Journal of Environmental Science”.