طائرة فرط صوتية تقلّص مدة الرحلات بين لندن ونيويورك إلى 3.5 ساعات

شهدت صناعة الطيران المدني خطوة تاريخية جديدة مع نجاح الطائرة التجريبية XB-1، التابعة لشركة Boom Supersonic، في أول رحلة كسر لجدار الصوت منذ تقاعد طائرات الكونكورد عام 2003.
في اختبار جرى يوم الاثنين، تمكنت الطائرة من الوصول إلى سرعة 1.10 ماخ، متجاوزة سرعة الصوت بنسبة 10%، وذلك أثناء تحليقها على ارتفاع 35,142 قدمًا فوق منطقة Mojave الصحراوية في كاليفورنيا.
يأتي هذا الاختبار بعد 11 تجربة سابقة أجريت خلال 22 شهرًا، في إطار سلسلة من الاختبارات المكثفة استعدادًا لإطلاق الجيل القادم من الطائرات التجارية الأسرع من الصوت. ومن المقرر أن تخضع الطائرة لاختبار جديد في غضون أسبوعين لتعزيز أدائها.
شركة Boom Supersonic وإحياء السفر الأسرع من الصوت
تأسست Boom Supersonic عام 2014 بهدف إعادة الطيران المدني الأسرع من الصوت بعد أن تراجع هذا المجال عقب تقاعد طائرات الكونكورد لأسباب تشغيلية وأمنية.
كان توقف هذا النوع من الرحلات مرتبطًا بارتفاع تكاليف التشغيل، وتراجع أعداد المسافرين بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، إضافة إلى حادث تحطم طائرة كونكورد عام 2000 في باريس، والذي أودى بحياة 113 شخصًا، مما أثر سلبًا على ثقة الجمهور بهذا النوع من الطائرات.
الطموح نحو طائرة الركاب Overture
تعد XB-1 مجرد نموذج تجريبي يمهد الطريق لإطلاق طائرة الركاب التجارية Overture، التي من المتوقع دخولها الخدمة بحلول 2030.
ستكون هذه الطائرة قادرة على قطع المسافة بين لندن ونيويورك في 3 ساعات ونصف الساعة فقط، بسرعة 1.7 ماخ عند التحليق فوق المياه.
من المقرر أن تعمل Overture على ارتفاع 60,000 قدم، مع سعة تتراوح بين 64 و80 راكبًا، مما يجعلها ضعف سرعة الطائرات التجارية التقليدية. وما يميزها أيضًا أنها صديقة للبيئة، حيث ستعمل بوقود طيران مستدام، بدون انبعاثات كربونية، مع الاعتماد على مكونات متجددة مثل زيوت الطهي والزيوت النباتية والنفايات.
إقبال شركات الطيران على Overture
حظيت Overture باهتمام واسع من كبرى شركات الطيران، حيث تلقت Boom Supersonic 130 طلبًا مسبقًا على الطائرة، من بينها الخطوط الجوية الأميركية، التي تخطط لتشغيل أكبر أسطول من الطائرات الأسرع من الصوت في العالم، إلى جانب يونايتد إيرلاينز والخطوط الجوية اليابانية.
مستقبل السفر الجوي الأسرع من الصوت
مع اكتمال بناء مصنع Overture في يونيو الماضي بولاية كارولينا الشمالية، أصبحت Boom Supersonic في مرحلة متقدمة من تنفيذ رؤيتها لإحداث ثورة في مجال النقل الجوي.
وإذا نجحت في تحقيق أهدافها، فإن السفر الجوي التجاري سيشهد نقلة نوعية، حيث سيتمكن المسافرون من قطع مسافات طويلة في نصف الزمن الذي تستغرقه الرحلات التقليدية، مما يعيد للأذهان تجربة الكونكورد ولكن بتكنولوجيا أكثر تطورًا وكفاءة.