الصراع في الكونغو الديمقراطية يخرج عن السيطرة.. وواشنطن تطالب بتدخل أممي عاجل
يشهد شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية تصاعدًا خطيرًا في الصراع المسلح، حيث تشن قوات حركة 23 مارس (M23) المتمردة، المدعومة من رواندا، هجمات مكثفة على مناطق استراتيجية.
هذا التصعيد دفع الولايات المتحدة إلى حث مجلس الأمن الدولي على اتخاذ تدابير عاجلة لوقف العنف المتفاقم.
الدعوات الدولية لوقف التصعيد
في جلسة لمجلس الأمن، دعت القائمة بأعمال المبعوث الأمريكي لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، إلى وقف فوري لإطلاق النار، مطالبةً رواندا بسحب قواتها من الكونغو الديمقراطية. كما شددت على ضرورة عودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات لتحقيق حل سلمي ودائم.
تطورات ميدانية مقلقة
اقتحم متمردو حركة 23 مارس مدينة جوما، كبرى مدن شرق الكونغو، في تصعيد هو الأكبر منذ أكثر من عقد.
تتهم الكونغو جارتها رواندا بإرسال قوات عبر الحدود لدعم المتمردين، بينما تبرر رواندا تحركاتها بحماية أمنها القومي دون الإشارة المباشرة إلى وجود قواتها داخل الكونغو.
مطالب الكونغو في مجلس الأمن
خلال اجتماع مجلس الأمن، طالبت وزيرة خارجية الكونغو، تيريز كاييكوامبا فاغنر، بفرض عقوبات على رواندا، تشمل حظر الأسلحة، ومعاقبة القادة العسكريين والسياسيين الروانديين، وحظر شراء الموارد الطبيعية من رواندا، ومنع مشاركة قواتها في بعثات حفظ السلام الأممية.
موقف الأمم المتحدة
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه البالغ إزاء التصعيد الأخير، مؤكدًا على ضرورة حماية المدنيين في المناطق المتضررة.
كما أبلغت نائبة مبعوث الأمم المتحدة في الكونغو، فيفيان فان دي بيري، مجلس الأمن بمعاناة المدنيين في جوما والمناطق المحيطة، واصفةً الوضع بأنه “لا يمكن تصوره حقًا”.
خسائر في صفوف قوات حفظ السلام
أعلن جيش جنوب أفريقيا عن مقتل أربعة من جنوده المشاركين في قوات حفظ السلام في الكونغو الديمقراطية، ليرتفع عدد قتلى القوة الإقليمية لجنوب أفريقيا وبعثة الأمم المتحدة (مونوسكو) إلى 17 فردًا، جراء الاشتباكات الأخيرة بين جيش الكونغو وحركة 23 مارس.
ردود فعل متباينة
رفض سفير رواندا لدى الأمم المتحدة، إرنست رواموكيو، اتهامات الكونغو بوجود قوات رواندية على أراضيها، مؤكدًا أن بلاده أظهرت دائمًا ضبط النفس ورغبتها في تحسين أمن الحدود.
وأشار إلى أن تدهور الوضع الأمني في شرق الكونغو يعود إلى “هوس” القيادة الكونغولية بالحل العسكري ورغبتها في تغيير النظام في رواندا.
مع استمرار التصعيد العسكري وتفاقم الأزمة الإنسانية في شرق الكونغو الديمقراطية، تتزايد الدعوات الدولية لوقف العنف والبحث عن حلول سلمية.
يبقى المجتمع الدولي أمام تحدٍ كبير للتوسط بين الأطراف المتنازعة وتقديم الدعم اللازم لحماية المدنيين واستعادة الاستقرار في المنطقة.