مستقبل غامض لدعوة مصر بشأن إعادة إعمار غزة
بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في 19 يناير 2025، أصبحت الأنظار تتجه نحو كيفية إعادة إعمار قطاع غزة، الذي دمرته الحرب المستمرة منذ أكثر من 15 شهرا.
تعتبر مصر واحدة من الدول التي تلعب دورا محوريا في الوساطة، إلى جانب قطر والولايات المتحدة، وقد أعربت عن استعدادها لاستضافة مؤتمر دولي لدعم الجهود الإنسانية وإعادة إعمار غزة.
تكاليف الإعمار: أكثر من أي وقت مضى
تقديرات إعادة إعمار قطاع غزة تختلف بشكل كبير عن الحروب السابقة. في حين تشير بعض التقديرات إلى أن التكلفة قد تصل إلى نحو 80 مليار دولار، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مارس 2024 أن الرقم قد يتجاوز 90 مليار دولار أميركي. هذه التكلفة الضخمة تتجاوز بكثير ما تم جمعه في مؤتمر إعادة إعمار غزة لعام 2014، الذي جمع 5.6 مليار دولار فقط. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، قد تحتاج غزة إلى 350 سنة لإعادة إعمارها في حال استمرار الحصار الإسرائيلي.
شركات مصرية تتحفز للمشاركة في إعادة الإعمار
على الرغم من الوضع الراهن، أكدت عدة شركات مصرية استعدادها للمشاركة في إعادة إعمار غزة. شركة العرجاني القريبة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كانت قد شاركت في مشاريع إعادة الإعمار بعد الحربين في 2012 و2014، وتستعد للانطلاق مجددا بمجرد استقرار الوضع في القطاع. لكن هناك تحذيرات من أن هذه التقديرات قد تكون سابقة لأوانها نظرًا للظروف الحالية في غزة.
المخاوف من الاستقرار السياسي في غزة
رغم التحركات المبدئية، يشير الخبراء إلى أن أي خطوات ملموسة نحو إعادة الإعمار لن تكون ممكنة إلا إذا استقر الوضع السياسي في غزة.
وبحسب ما قاله أشرف العشري، مدير تحرير صحيفة “الأهرام”، لا يوجد بعد أي تحضيرات عملية للعرض المصري، حيث لم يتم التطرق إلى أي تفاصيل أو اجتماعات بهذا الخصوص. كما أن هناك شكوكًا بشأن استمرارية اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وهو ما يزيد من تعقيد عملية إعادة الإعمار.
التمويل في ظل حكم حماس
من جانب آخر، أعرب نبيل عمر، عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، عن قلقه بشأن قدرة حماس على تحمل أعباء إعادة الإعمار. وقال إن القوى الدولية التي من المحتمل أن تمول إعادة الإعمار لن توافق على تقديم أموال إذا كان حكم حماس مستمرا في القطاع.