أخبار عربية

التوتر يتصاعد جنوب لبنان: إسرائيل تواصل انتهاك اتفاق الانسحاب

رغم انتهاء المهلة المحددة لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، تواصل القوات الإسرائيلية وجودها في عدة بلدات جنوبية، مما أثار حالة من التوتر.

وفي بلدة كفركلا الحدودية، تعرض عدد من الأهالي لإطلاق نار من قبل الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم العودة إلى منازلهم سيرًا على الأقدام. وأسفر الحادث عن إصابة ثلاثة أشخاص بجروح متفاوتة.

وفي الوقت نفسه، شهدت بلدة الطيبة محاولة مماثلة من بعض الأهالي للدخول إلى منازلهم، لكن الجيش اللبناني منعهم عند مدخل القنطرة نظرًا لتمركز القوات الإسرائيلية على بعد كيلومتر واحد من الحاجز.

 اعتقالات في حولا

وفي بلدة حولا الجنوبية، أفادت مصادر ميدانية بأن القوات الإسرائيلية اعتقلت شابين واقتادتهما إلى جهة مجهولة. وتأتي هذه الاعتقالات ضمن سلسلة من الانتهاكات التي تنفذها إسرائيل، على الرغم من الاتفاقيات المبرمة بشأن الانسحاب واحترام السيادة اللبنانية.

تحذيرات إسرائيلية للسكان

بالتزامن مع هذه التطورات، جدد الجيش الإسرائيلي تحذيراته لسكان القرى الحدودية من العودة إلى منازلهم، معلنًا استمراره في عمليات الانتشار في المناطق الحدودية، بحجة أن لبنان لم يلتزم بشكل كامل بالاتفاق.

وكانت إسرائيل قد أصدرت بيانًا يوم الجمعة الماضي عبر مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أكدت فيه أن عملية الانسحاب المرحلي ستستمر بالتنسيق مع الولايات المتحدة، متذرعة بعدم تنفيذ لبنان لشروط الاتفاقية بشكل كامل.

  إسرائيل تُماطل في الانسحاب

في المقابل، حمل الجيش اللبناني إسرائيل مسؤولية عرقلة استكمال الانتشار اللبناني في المناطق الحدودية.

وأوضح الجيش في بيان رسمي أنه منذ اليوم الأول لتطبيق وقف إطلاق النار يعمل بالتنسيق مع اللجنة الخماسية المشرفة على الاتفاق وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، إلا أن الجانب الإسرائيلي يماطل في الانسحاب ويعطل استكمال خطة الانتشار.

وأكد الجيش اللبناني جاهزيته لتعزيز وجوده فور انسحاب القوات الإسرائيلية، مشددًا على التزامه بتنفيذ كافة بنود الاتفاق.

من جهته، وصف حزب الله تأخر إسرائيل في الانسحاب بأنه “تجاوز فاضح للاتفاق”، معتبرًا أن استمرار الاحتلال في الجنوب يعد انتهاكًا للسيادة اللبنانية. وحذر الحزب من أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى عواقب خطيرة، لكنه لم يحدد طبيعة الرد المحتمل.

 اتفاق وقف إطلاق النار وشروطه

الاتفاق الذي بدأ سريانه في 27 نوفمبر الماضي، بوساطة أميركية، نص على انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان خلال 60 يومًا، على أن يعقب ذلك انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) لتعزيز الأمن. كما دعا الاتفاق حزب الله إلى التراجع إلى شمال نهر الليطاني وتفكيك أي بنى عسكرية في الجنوب.

لكن على الرغم من مرور المهلة المحددة، تواصل إسرائيل خرق الاتفاق من خلال بقاء قواتها في عدد من البلدات الحدودية، وتنفيذ عمليات عسكرية تشمل تفجير منازل وتخريب البنى التحتية.

على الرغم من الهدنة المعلنة، لا تزال التوترات مشتعلة في المناطق الجنوبية. إذ شنت إسرائيل ضربات متكررة ضد مواقع يُعتقد أنها تابعة لحزب الله، كما نفذت عمليات تفجير وتدمير لمنازل في القرى الحدودية.

هذه التطورات تعكس استمرار التصعيد بين الطرفين، ما ينذر بمزيد من التدهور في الوضع الأمني جنوب لبنان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى