الأمين العام للأمم المتحدة: خطر تقسيم سوريا لا يزال قائماً رغم سقوط نظام الأسد
أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال كلمته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أن خطر تقسيم سوريا لا يزال يشكل تهديداً حقيقياً، على الرغم من سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد الشهر الماضي.
وأشار إلى أن الوضع الراهن، الذي يتميز بوجود قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق البلاد، والتدخلات التركية، والتوغلات الإسرائيلية، يزيد من احتمالية تقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ مختلفة.
غوتيريش شدد على أهمية العمل الدولي لمنع تقسيم سوريا، محذراً من أن استمرار التدخلات الخارجية يعقد الأزمة السورية ويهدد استقرار المنطقة بأكملها.
الدور الإيراني وإمكانية تحسين العلاقات الدولية
وفيما يتعلق بإيران، أشار غوتيريش إلى ضرورة أن تتخذ طهران خطوات واضحة لتحسين علاقاتها مع دول المنطقة والولايات المتحدة.
وشدد على أهمية أن توضح إيران نواياها بعدم السعي لتطوير أسلحة نووية، ما قد يسهم في تهدئة التوترات الإقليمية.
وأضاف غوتيريش أن إيران يمكنها الانخراط بشكل بناء مع دول المنطقة لخفض التصعيد وتعزيز التعاون، وهو أمر ضروري لتحقيق السلام والاستقرار.
وأعرب عن أمله في أن تتخذ إيران خطوات إيجابية في هذا الاتجاه لتجنب المزيد من التصعيد في العلاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة.
على صعيد آخر، أشار غوتيريش إلى التوترات الإسرائيلية المتزايدة، لا سيما فيما يتعلق بخطط تل أبيب لضم الضفة الغربية، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي. وأعرب عن قلقه من أن ترى إسرائيل أن هذه اللحظة مناسبة لتنفيذ خطط الضم، مما يعمق الخلافات ويزيد من التوترات مع الفلسطينيين.
من جهة أخرى، كشفت تقارير إسرائيلية عن عقد مجلس الوزراء الإسرائيلي اجتماعاً سرياً لبحث مستقبل سوريا في ظل سقوط نظام الأسد.
الاجتماع، الذي ترأسه وزير الدفاع يسرائيل كاتس، انتهى بتقديم مقترح لعقد مؤتمر دولي يهدف إلى تقسيم سوريا إلى كانتونات.
التقرير الإسرائيلي أشار إلى أن هذا المقترح يهدف لضمان أمن وحقوق جميع المجموعات العرقية في سوريا، كما يعكس قلقاً إسرائيلياً من التدخلات التركية في سوريا وتأثيرها على أمن إسرائيل. ولفت التقرير إلى أن المسؤولين الإسرائيليين سبق وناقشوا هذا السيناريو منذ فترة طويلة، لكن تفاصيله لم تكشف إلا بعد سقوط الأسد.
التقرير الإسرائيلي أثار مخاوف بشأن التدخلات الخارجية المتزايدة في سوريا، خاصة من قبل تركيا وإيران. هذه التدخلات، إلى جانب الانقسامات الداخلية، تعزز احتمالية تقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ، ما يهدد وحدة الأراضي السورية.
في ظل هذه التطورات، بات من الضروري تعزيز الجهود الدولية لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية.
الأمم المتحدة أكدت على أهمية العمل المشترك بين الدول المعنية لتجنب تقسيم سوريا واستعادة استقرارها. ومع ذلك، فإن تعقيدات المشهد الحالي والتدخلات الإقليمية قد تجعل هذا الهدف صعب المنال، ما يتطلب دبلوماسية فاعلة وإرادة سياسية قوية.