اقتصاد وتكنولوجيا

وثائق تكشف تورط غوغل في دعم الجيش الإسرائيلي خلال حرب غزة

كشفت وثائق داخلية مسربة عن شركة غوغل تورطها في تقديم الدعم التقني لوزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي منذ عام 2021، بما في ذلك خلال الحرب المدمرة التي اندلعت في غزة.

وعلى الرغم من النفي المتكرر للشركة لأي تورط في النزاعات المسلحة أو دعمها لأي من الأطراف، أظهرت الوثائق أن موظفين في الشركة قاموا بتسهيل وصول الجيش الإسرائيلي إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة التابعة لغوغل خلال المراحل الأولى من الحرب.

وبحسب ما نقلت صحيفة “واشنطن بوست”، أظهرت الوثائق أن غوغل ساهمت بشكل مباشر في دعم العمليات الإسرائيلية رغم الاحتجاجات الداخلية من الموظفين الذين كانوا يعارضون عقد الحوسبة السحابية المعروف باسم “نيمبوس”.

أشارت الوثائق إلى أن غوغل طردت أكثر من 50 موظفًا في العام الماضي بعد احتجاجهم على عقد “نيمبوس”، حيث أبدوا مخاوفهم من أن تساعد تكنولوجيا الشركة في تنفيذ برامج عسكرية واستخباراتية قد تؤدي إلى الإضرار بالفلسطينيين. وعلى الرغم من تلك الاعتراضات، أظهرت التسريبات أن الشركة مضت في تنفيذ طلبات وزارة الدفاع الإسرائيلية، بما في ذلك إتاحة الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

تهديد باختيار منافسين مثل أمازون

في إحدى الوثائق، حذر موظف من قسم السحابة في غوغل من أن عدم استجابة الشركة لطلبات إسرائيل بسرعة قد يدفع الجيش الإسرائيلي للتعامل مع منافسين مثل أمازون، التي تعمل أيضًا بموجب عقد “نيمبوس” مع الحكومة الإسرائيلية.

جاء هذا التهديد في إطار محاولة بعض موظفي غوغل الضغط على الإدارة للموافقة على الطلبات الإسرائيلية.

 طلبات متزايدة لتقنيات الذكاء الاصطناعي

خلال المراحل الأولى من الحرب في غزة، قامت غوغل بتلبية طلبات وزارة الدفاع الإسرائيلية للحصول على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

كما أشارت الوثائق إلى طلبات أخرى في عام 2024، منها منح الجيش الإسرائيلي وصولاً إلى تقنية Gemini AI المتطورة. ورغم ذلك، لم توضح الوثائق كيفية استخدام وزارة الدفاع الإسرائيلية لهذه التقنيات أو تأثيرها المباشر على العمليات العسكرية.

في نوفمبر 2024، عندما كانت الغارات الجوية الإسرائيلية قد دمرت جزءًا كبيرًا من غزة، كان الجيش الإسرائيلي لا يزال يستفيد من تقنيات غوغل لتطوير مساعد ذكي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لمعالجة المستندات والأصوات.

على الرغم من تأكيد غوغل سابقًا أن عقد “نيمبوس” مع الحكومة الإسرائيلية لا يشمل الأنشطة العسكرية أو الاستخباراتية، كشفت الوثائق المسربة أن الدعم التقني الذي وفرته الشركة كان له أثر مباشر على الجيش الإسرائيلي خلال عملياته في غزة.

ويثير هذا التناقض تساؤلات حول شفافية الشركة وادعاءاتها بشأن الحياد في الصراعات السياسية والعسكرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى