أوكرانيا تراهن على عهد ترامب لإنهاء الحرب مع روسيا
قبل أشهر قليلة، كانت أوكرانيا تعيش قلقًا كبيرًا من احتمال عودة دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة، حيث كان يُخشى أن يجبرها على تقديم تنازلات كبيرة لروسيا. إلا أن الأجواء تغيرت الآن، إذ بدأت كييف ترى في عهد ترامب فرصة لإنهاء الحرب التي دخلت عامها الثالث.
وفق تقرير لمجلة “بوليتيكو”، يعوّل المسؤولون الأوكرانيون والمجتمعون في منتدى دافوس الاقتصادي على أن ترامب، بطبيعته التفاوضية وأساليبه القوية، يمكن أن يدفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طاولة المفاوضات، ما قد يفتح للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أفقًا جديدًا لإنهاء النزاع المأساوي.
قال زيلينسكي في تصريحاته للمجلة إن ترامب، بصفته رجل أعمال بارعًا، يعرف كيفية ممارسة الضغط، معربًا عن تفاؤله بإمكانية إنهاء الحرب في ظل الإدارة الجديدة.
كما أشار كورت فولكر، المبعوث الأمريكي السابق إلى أوكرانيا في عهد ترامب، إلى أن عام 2025 يبدو عام الحركة والعمل، بعد سنوات من الجمود تحت إدارة بايدن، التي تعاملت مع الحرب كأزمة طويلة الأمد دون حلول جذرية.
ضغوط دولية وتحديات أوكرانية
رغم الآمال المعلقة على إدارة ترامب، تواجه أوكرانيا تحديات كبيرة تتعلق بتقديم تنازلات قد تكون صعبة، مثل الاعتراف بأنها لن تستعيد السيطرة على حدودها قبل الحرب، بما في ذلك شبه جزيرة القرم ودونباس، فضلًا عن التخلي عن طموحها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
ماكسيم تيمتشينكو، الرئيس التنفيذي لشركة (DTEK) للطاقة، أشار إلى أن ما تحتاجه أوكرانيا الآن هو اليقين، معتقدًا أن ترامب قادر على توفير ذلك، حتى لو تطلب الأمر قرارات صعبة وغير متوقعة.
ووفق فولكر، فإن استراتيجية ترامب قد تتضمن تصعيد الضغط على روسيا من خلال عقوبات أشد وإجراءات اقتصادية إضافية.
يشمل ذلك زيادة صادرات الطاقة الأمريكية لخفض إيرادات موسكو، واستمرار الدعم العسكري لأوكرانيا بطرق مبتكرة مثل برامج الإقراض واستخدام أصول روسية مجمدة لشراء معدات دفاعية متطورة.
وأضاف فولكر أن إدارة ترامب قد تلجأ إلى التفاوض مع بوتين لإيقاف الحرب، لكنه توقع أن بوتين سيرفض، مما سيدفع ترامب إلى استعراض القوة والحزم لإجبار روسيا على التراجع.
آمال زيلينسكي في إنهاء النزاع
من جانبه، يبدو زيلينسكي مستعدًا لاستثمار الطبيعة غير المتوقعة لترامب وخطابه القوي لإقناع الشعب الأوكراني بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام يعكس الواقع على الأرض.
ويرى أن المشكلة الحقيقية ليست في أوكرانيا، بل في سياسات بوتين وتعنته، وهو ما قد يسهل الحصول على دعم دولي أكبر إذا ما أظهرت الإدارة الأمريكية الجديدة إرادة حقيقية لحل النزاع.
وفق التقرير، ستكون الأسابيع القادمة حاسمة بالنسبة لكييف وموسكو على حد سواء، حيث يُنتظر أن تبدأ إدارة ترامب باتخاذ خطوات ملموسة لتحديد مسار الحرب.
وبينما يأمل الأوكرانيون في إنهاء المأساة، تظل التساؤلات قائمة حول مدى استعدادهم للتنازل عن بعض مطالبهم لتحقيق السلام، ومدى نجاح ترامب في الضغط على موسكو للوصول إلى اتفاق يرضي الطرفين.