تقارير

تأثير وقف إطلاق النار في غزة على اقتصاد مصر ودول الجوار

توصلت إسرائيل وحركة حماس إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار بوساطة قطرية وأمريكية، يهدف إلى تهدئة التصعيد في غزة.

يشمل الاتفاق عدة مراحل تبدأ بوقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع يتخللها تبادل الأسرى والرهائن، وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من القطاع مع دخول المساعدات الإنسانية.

تتبع ذلك مراحل أخرى تتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن، وإرساء وقف إطلاق نار دائم، وانسحاب كامل لإسرائيل، وصولاً إلى المرحلة الثالثة التي تركز على إعادة إعمار غزة بمشاركة مصر وقطر والولايات المتحدة كضامنين لتنفيذ الاتفاق.

تداعيات اقتصادية على مصر ودول الشرق الأوسط

ذكرت شركة “كابيتال إيكونوميكس” أن اقتصادات دول الجوار مثل مصر، الأردن، ولبنان تأثرت بشكل كبير بتداعيات الصراع في غزة.

بالنسبة لمصر، تراجعت عائدات قناة السويس نتيجة هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر عام 2023، مما أفقد القناة نحو 7 مليارات دولار خلال عام 2024. هذه الخسائر انعكست على احتياطيات العملة الأجنبية لمصر وأثرت على اتفاقياتها مع صندوق النقد الدولي.

رغم وقف إطلاق النار، حذرت الشركة من استمرار خطر تهديدات الحوثيين لحركة الملاحة، حيث لم تشملهم الاتفاقية. ومع ذلك، فإن التهدئة في غزة قد تسهم في تخفيف الضغوط الاقتصادية التي واجهتها مصر ودول المنطقة.

تحسن بيئة الاستثمار وثقة المستثمرين في مصر

توقعت التقارير أن تدعم الخطط المالية الجديدة في مصر ثقة المستثمرين ، وتشمل هذه الخطط تقديم ميزانية ثلاثية بحلول أبريل المقبل تركز على خفض الإنفاق، وتمديد آجال استحقاق الديون، وخفض نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي.

أشارت وكالة “موديز” إلى أن الاستقرار الجيوسياسي الناتج عن وقف إطلاق النار قد يحسن البيئة الائتمانية بشكل عام، مما يدعم قطاعات مثل السياحة والاستثمار الأجنبي التي تعتمد عليها مصر والأردن لتحقيق النمو الاقتصادي.

انعكاسات إيجابية على لبنان ودول أخرى في المنطقة

في لبنان، ساهمت تهدئة التصعيد مع إسرائيل بعد اتفاق نوفمبر 2024 في انتخاب قيادة جديدة للبلاد، حيث تم انتخاب جوزيف عون رئيسًا ونواف سلام رئيسًا للوزراء.

يحظى القائدان بدعم غربي وخليجي، وتهدف حكومتهما الجديدة إلى تنفيذ إصلاحات اقتصادية تعزز استقرار لبنان. ومع تخفيف التوترات في المنطقة، يبدو أن طريق لبنان للخروج من أزمته الاقتصادية بات أكثر وضوحًا.

فرص مستقبلية لإعادة الإعمار واللاجئين

أشارت التقارير إلى أن وقف إطلاق النار قد يفتح الباب أمام عودة اللاجئين السوريين من تركيا ولبنان والأردن في حال استمرار الاستقرار السياسي في سوريا. كما أن إعادة إعمار غزة ستشكل فرصة للتعاون الإقليمي وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.

مع بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتراجع التوترات الإقليمية، تتزايد الآمال في تحسن الأوضاع الاقتصادية لدول المنطقة. ورغم التحديات المستمرة، فإن الاستقرار النسبي المتوقع قد يعيد الثقة للمستثمرين ويخلق فرصًا جديدة للنمو والتنمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى