إيران تعزز قدرات حزب العمال الكردستاني في مواجهة تركيا
أعلنت مصادر تركية وأجنبية أن إيران قد أبرمت اتفاقًا مع حزب العمال الكردستاني (PKK) لتزويده بحوالي 1500 طائرة بدون طيار انتحارية وصواريخ دفاع جوي.
تم التوصل إلى هذا الاتفاق بعد اجتماع عقد بين قيادات الحزب ومسؤولين إيرانيين في العراق، حيث طلب الحزب في البداية 2000 طائرة، لكن إيران وافقت على تزويده بـ 1500 طائرة فقط.
يعكس هذا الاتفاق الدعم الإيراني المباشر لحزب العمال الكردستاني في مواجهة الضغوط التركية.
دوافع الاتفاق بين إيران وPKK
تأتي هذه الخطوة من إيران كرد فعل على الدعم الذي تقدمه تركيا لقوات المعارضة السورية ضد النظام السوري، والذي تعتبره إيران تدخلاً في الشؤون السورية.
من خلال هذا الاتفاق، تهدف إيران إلى تعزيز قدرات حزب العمال الكردستاني العسكرية، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لتركيا، التي تشارك في الصراع السوري بشكل كبير.
تُعد إيران من الدول الرائدة في تصنيع الطائرات بدون طيار الانتحارية، التي أثبتت فعالية كبيرة في العديد من النزاعات الإقليمية.
قامت جماعة الحوثي في اليمن باستخدام هذه الطائرات ضد أهداف سعودية وإسرائيلية، كما استخدمتها إيران ضد أهداف إسرائيلية أيضًا.
تطور إيران هذه الطائرات بشكل مستمر، وقد نقلت تكنولوجيا الطائرات بدون طيار إلى روسيا التي استفادت منها في حربها ضد أوكرانيا.
يتضمن الاتفاق بين إيران وPKK تزويد الحزب بصواريخ “صقر 358″، وهي صواريخ هجينة تجمع بين الطائرات بدون طيار والصواريخ الموجهة.
يمتاز هذا الصاروخ بطول 2.7 متر، محرك توربيني غازي، وسرعة تحت صوتية، مما يجعل منه سلاحًا فعالًا في مواجهة الطائرات التركية بدون طيار والمروحيات الهجومية. تم استخدام هذا الصاروخ في اليمن حيث أسقط العديد من الطائرات الحربية الأمريكية والسعودية.
علمت تركيا بالاتفاق الأخير بين إيران وPKK، مما دفعها إلى تكثيف المراقبة على حدودها مع العراق. كما قامت تركيا بزيادة جهودها العسكرية لمنع وصول الشحنات العسكرية إلى الحزب الكردي، وتستهدف تدمير أي شحنات يتم رصدها.
يُعتمد الحزب على استراتيجيات لتجنب المراقبة التركية مثل نقل الطائرات بدون طيار على أجزاء منفصلة، لكن هذه الخطة تواجه تحديات كبيرة.
حزب العمال الكردستاني: أهداف وصراع مستمر
حزب العمال الكردستاني (PKK) هو حزب انفصالي يساري يسعى لإنشاء دولة كردية مستقلة أو حكم ذاتي في مناطق شمال شرق سوريا وشمال العراق وجنوب شرق تركيا.
يُعد الحزب من التنظيمات التي تصنفها تركيا كمنظمة إرهابية، نظرًا لنشاطاته المسلحة المستمرة ضد الحكومة التركية.
تُظهر هذه التطورات تصاعد التوترات بين إيران وتركيا، خاصة في ظل تعقيدات النزاع السوري والعراقي.
يُعتبر هذا التصعيد تهديدًا مباشرًا للاستقرار الإقليمي، ويُثير العديد من التساؤلات حول كيفية تطور المواقف بين الأطراف المختلفة، وتأثير ذلك على الأمن الإقليمي والدولي.