الهند تستعد لاستضافة أكبر تجمع ديني في العالم: مهرجان كومبه ميلا
تسابق السلطات الهندية الزمن لإتمام التحضيرات في مدينة براياغراج لاستضافة مهرجان كومبه ميلا الهندوسي، الذي يعد أكبر تجمع بشري في العالم. يُتوقع أن يحضر حوالي 400 مليون حاج هندوسي إلى هذا الحدث الديني الضخم، الذي يمتد لمدة 45 يومًا.
الحدث، الذي يُنظم كل 12 عامًا، سيبدأ في 13 يناير 2025، يشمل المهرجان طقوسًا دينية مهمة مثل الاستحمام في مياه نهر الغانغ المقدس، حيث يعتقد الهندوس أن ذلك يساعدهم في تطهير أنفسهم من الخطايا.
استعدادات ضخمة تشمل بناء مدينة خيام على مساحة 4000 هكتار على ضفاف النهر لاستيعاب الحجاج.
أيام الاستحمام الرئيسية وأعداد الزوار
من بين الأيام المهمة التي ينتظرها المشاركون في المهرجان، يُعد يوم 13 يناير/ كانون الثاني بداية لأيام الاستحمام الرئيسية في نهر الغانغ.
يُتوقع أن يصل عدد الحجاج الذين يستحمون في النهر في هذا اليوم إلى حوالي 5-8 مليون شخص، وفي الأيام التالية قد يتجاوز العدد 20 مليونًا. ويشمل المهرجان ستة أيام محددة للطقوس الكبيرة للاستحمام، مثل يوم “شاهي سنان” الذي يتم خلاله استحمام رجال الدين الملقبين بـ”ناغا سادهو”.
التحديات في التنظيم والتحضيرات اللوجستية
رغم التحضيرات الضخمة، واجه المسؤولون تحديات كبيرة بسبب تأخر المياه الناتجة عن الرياح الموسمية في المنطقة، ما أثر على سرعة البناء.
ومع ذلك، أكد المسؤولون أن معظم التجهيزات ستكتمل في الوقت المحدد لاستقبال الحجاج، تشمل الترتيبات تنظيم أكثر من 650 كيلومترًا من الطرق المؤقتة، وإقامة عشرات الآلاف من الخيام، وأكثر من 100 ألف شخص من الشرطة والعمال المكلفين بالأمن والتنظيم.
رمزية مهرجان كومبه ميلا
يرتبط مهرجان كومبه ميلا بأسطورة هندوسية قديمة تتعلق بالقتال بين الآلهة والشياطين على إبريق من الرحيق الذي يمنح الخلود.
تروي الأسطورة أن بعض قطرات هذا الرحيق سقطت في أربع مدن هندية، واحدة منها هي براياغراج، التي تستضيف الحدث الأكبر.
يعود المهرجان ليتزامن مع الدورة السماوية التي تحدث كل 12 عامًا، مما يعزز من رمزيته الدينية والروحية.
التحديات الميدانية والشكاوى
رغم الاستعدادات الهائلة، عبر بعض الحجاج عن استيائهم بسبب نقص بعض المرافق، مثل المراحيض والمياه في بعض المخيمات.
العديد من رجال الدين في المهرجان يشعرون أن التنظيم لا يراعي احتياجاتهم، حيث تقتصر بعض المرافق على السياح فقط، مما يثير احتجاجات بين المشاركين في المهرجان من الفئات المختلفة.
الجانب العالمي للمهرجان
مهرجان كومبه ميلا ليس حدثًا دينيًا محليًا فقط، بل يجذب أيضًا الآلاف من الحجاج والسياح الدوليين. من بين المشاركين، يوجد العديد من الزوار من الخارج مثل سيباستيان دياغو من الأرجنتين، الذي جاء خصيصًا للاستحمام في نهر الغانغ، مشيرًا إلى جذبه الروحي للمكان.